هل أخبرك أحدهم بأنك شخصٌ مزاجي.. بقلم : فراس جمعة
عرَّف علماء النفس الشخصية المزاجية بكونها نوع من الاضطرابات المزاجية والعاطفية المتغيرة باستمرار، الأمر الذي يحول دون الحياة بصورة طبيعية وسوية، ولذلك صاحب هذه الشخصية يعاني من الاكتئاب بصورة مستمرة وما يصاحبه من اضرابات النوم، والطعام، والوحدة، وغيرها.
وحسب خبراء التربية هي من أكثر الشخصيات تعقيدا وتعاملا ولها طابعٌ خاص وسلوكيات اجتماعية معينة لا تتشابه مع غيرها من سلوكيات أنواع الشخصيات الأخرى
هل تقلب المزاج أمرٌ طبيعي؟
الجميع يتعرض لضغوطات الحياة والاضطرابات النفسيّة والاجتماعية في نشاطاتنا وممارساتنا اليوميّة، مما يتعب القوّة النفسيّة والجسميّة، ولكن القيل منا من يدرك بأن هذه الضغوطات هي مرحلة مؤقته تحمل في طيّاتها بعض الجوانب الإيجابيّة، حيث يمكن لها أن تقوم بكشف قدرات الفرد وتدفعه إلى التحدّي، والمواجهة من أجل الوصول إلى هدفه، فتقلب المزاج المؤقت هنا أمر طبيعي أما البقاء فيه والسيطرة على إرادة الشخص يحتاج الى تدخل سريع من قبل مختص.
هل الشخصية المزاجية مكتسبة ام موجودة لدينا بالفطرة؟
هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي تؤكد الجوانب التالية:
أسباب وراثية
أي وجود هذه الشخصية مع الفرد منذ ولادته وربما قد كسبها من أحد أبويه أو ذويهم فهي أمر خارجي عن إرادته بالاكتساب
ولكن التعايش معها والاستسلام لصفاتها هو أمر داخلي مرهون بإرادة الفرد
أسباب بيئية
أحيانا تكون البيئة المحيطة بنا هي المسؤولة عن نمو وصقل هذ الشخصية فالعيش ضمن اسرة متكاملة مثلا ذات مناخ أسري معتدل في التعامل والتصرف والسلوك وبذات الوقت ضمن بيئة سكنية تتصف بالهدوء وتوفر جميع الخدمات فيها، هنا ستأخذ الشخصية طابع الاعتدال والايجابية، وأما العيش ضمن اسرة مفككة وبيئة صاخبة تؤدي الى المزاجية السلبية والتوتر والحزن والاكتئاب
أسباب عضوية
قد تؤدي الى المزاجية فبعض الامراض التي تصيب الفرد ويصعب الشفاء منها لها دور في تقلب مزاجه، ويجب علينا التفريق بين المزاجية المعتدلة كالتي نتحدث عنها وبين المزاجية الحادة التي تحتاج إلى تدخل طبي وعلاج سلوكي
بماذا يتصف المزاجيون؟
- يمتلكون قلبا طيبا ودرجة عالية من الحساسية لأبسط الأمور فكلمة واحدة تغير مزاجهم وكلمة أخرى تقلبهم رأسا على عقب، معنوياتهم مرتفعة ومنخفضة في آن واحد
- التقلب السريع بالعلاقات ، فصداقاتهم لا تدوم طويلا (اللين الصعب) بذات الوقت، أنانيو المشاعر في كثير من المواقف
- يعيشون بفراغ ذاتي ونفسي في حال تغيرات البيئة المحيطة بهم، يصعب عليهم التأقلم وفهم نظرات الناس إليهم
- لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم وردود أفعالهم ويصعب التعامل معهم
- يمتلكون شخصية متناقضة فيها من السعادة والحزن والأمل واليأس ذاته في نفس الوقت، يبتعدون عن السعادة ولا يعرفوا قيمة الأشياء الا بعد فقداناها
- قراراتهم غير صائبة أثناء تقلب مزاجهم تكون متأرجحة متغيرة وخصوصا في الحب والمشاعر
- سريعي الشعور بالملل والانفعال والتوتر وعدم تقبل النقد ولوم المحيطين بهم بأنهم سبب لما يحصل معهم
- لا يفكرون بعواقب تصرفاتهم وخاصة أثناء غضبهم، ولذلك فسرعان ما يشعروا بالندم جراء تصرفاتهم
كيفية التعامل مع هذه الشخصية
- بداية التغلب على هذه المزاجية تكون بيد صاحبها وذلك بالاعتراف بها وهنا يكون التعامل معه أسهل لأنه بعد فترة من الوقت سيكتشف بأنه على خطأ أو ربما كان رأيه غير صائب أو كان تصرفه غير لائق، اما الطرف الرافض للاعتراف بأن شخصيته مزاجية وهو مقتنع بشخصيته وبتقلبات مزاجه وتصرفاته فيحتاج الى مختص من أجل معالجته
- يجب أن نقف الى جانبهم فهم يحتاجون الى دعمنا وليس الى شفقتنا لأنهم ليسوا بمريضين، وما يصدر عنهم من سلوك غير سوي هوي خارج عن إرادتهم عائد الى هرموناتهم المتقلبة وإلى الأسباب الوراثية والبيئية
- التخفيف من انتقادهم قدر الإمكان كي لا نقع في اصطدام معهم
- المدح والثناء لما يقوموا به مما يساعدهم على زيادة الثقة بالنفس
- تجنب استفزازهم والخوض معهم بقناعتهم ومحاولة تغييرها دفعة واحدة
- التحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل معهم