"الإنقاذ الدولية" آلاف النازحين يكافحون الشتاء للبقاء دافئين شمال غربي سوريا
حذرت "لجنة الإنقاذ الدولية" في بيان لها، من أن آلاف النازحين في شمال غربي سوريا سيكافحون خلال هذا الشتاء من أجل البقاء دافئين، مع تعرض المنطقة لمنخفضات جوية باردة، في وقت وجه فريق منسقو استجابة سوريا العديد من المناشدات للجهات الدولة لمساعدة قاطني المخيمات.
وأوضحت اللجنة، أن الصقيع والأمطار الغزيرة وتساقط الثلوج فاقمت معاناة مئات آلاف السوريين النازحين في المخيمات شمال غربي سوريا، في وقت تسببت فيه الأزمة الاقتصادية بازدياد التحديات التي يواجهونها، كما جعلت شراء العناصر الأساسية للدفء، صعباً.
ولفتت إلى أن استمرار الحرب في سوريا بالتزامن مع استمرار الجائحة، يدمران حياة وسبل العيش لهؤلاء النازحين، كما تساهم إعاقة الاستجابة الإنسانية في تعميق أزمتهم، وذكرت أن نصف السكان في سوريا فقدوا مصدراً أو أكثر من مصادر الدخل، بسبب الانكماش الاقتصادي والوباء، في حين تضاعف عدد السوريين الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة، ليصبح 1.3 مليون شخص.
وطالب بيان اللجنة، المجتمع الدولي إلى ضمان تمويل المساعدات في فصل الشتاء لتوفير المأوى المناسب ومصادر التدفئة الآمنة والمواد الغذائية الأساسية، والاستجابة العاجلة عبر الحدود لتغطية احتياجات المجتمعات الضعيفة في سوريا.
وكان وجه فريق منسقو استجابة سوريا، في بيان، مناشدة للمنظمات والهيئات الإنسانية، بالتزامن مع توارد المعلومات عن منخفض جوي جديد في شمال غربي سوريا، وتضرر الآلاف من النازحين ضمن المخيمات والتجمعات العشوائية في المنطقة خلال الهطولات المطرية والثلجية السابقة والتي لم تمر عدة أيام على توقفها.
وطالب البيان، المنظمات والهيئات الانسانية العاملة في المنطقة، بتقديم المساعدة العاجلة والفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية الواقعة في شمال غربي سوريا، وخاصةً أن أغلب المنظمات الإنسانية لم تبدأ بتعويض الأضرار السابقة مع انخفاض شديد في عمليات الاستجابة الإنسانية لتعويض الأضرار والتي لم تتجاوز بالمطلق 10 % للأضرار السابقة.
وطلب الفريق من كافة المنظمات والهيئات الإنسانية، المساهمة الفعالة بتأمين احتياجات النازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً (الأطفال، النساء، كبار السن)، ومحاولة عدم تكرار الأخطاء الماضية من حيث الانتظار حتى حلول الكوارث والبدء بعمليات الاستجابة.
وشدد على ضرورة العمل على إصلاح الأضرار السابقة، ضمن تلك المخيمات وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام، حيث من المتوقع زيادة نسبة الأضرار بشكل أكبر ليشمل كافة المخيمات في المنخفض القادم.
وكانت أكدت الأمم المتحدة، في بيان لها، وقوع أضرار كبيرة وبالغة في مخيمات المهجرين شمال غرب سوريا، بسبب تساقط الثلوج بغزارة هذا الأسبوع، حيث انهارت بعض الخيام على رؤوس قاطنيها، في ظل معاناة مريرة تواجه ملايين المدنيين في المنطقة.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أنه وبحسب التقارير الأولية، فقد تضرر 22 موقعا في محافظة حلب (تحديدا في عفرين وعزاز) و9 مواقع في محافظة إدلب، وألحق تساقط الثلوج في شمال غرب سوريا في 18 يناير أضرارا بمواقع النزوح والخيام والممتلكات والناس.
واعتبارا من 19 يناير، تم الإبلاغ عن تضرر 362 خيمة، و2124 شخصا (429 أسرة). وتضررت بشدة مخيمات عفرين وخاصة مخيم إبراز، وتم إجلاء العائلات ونقلها إلى أماكن آمنة، بما في ذلك إلى مبنى إدارة المخيم، ومدرسة قريبة، وإلى قرية إبراز.
وكان قال الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" إن عاصفة مطرية وثلجية ضربت مناطق شمال غربي سوريا مساء أمس، وفجر يوم الأربعاء، وأدت لانقطاع العديد من الطرق ومحاصرة مخيمات في ريف حلب الشمالي وغرق مخيمات في ريف إدلب الشمالي، مخلفة أضراراً مادية في أكثر من 72 مخيماً، تضررت فيها 1900 خيمة بشكل جزئي، و920 خيمة بشكل كلي، كانت تقطن في هذه الخيام نحو 2250 عائلة.
وأشارت "الخوذ البيضاء" إلى أن مئات العائلات نزحت خارج خيامها، في مأساة تتكرر كل عام في فصل الشتاء، لتتحول الأمطار والثلوج والتي لطالما كانت مصدراً للفرح والبهجة، إلى كابوس يلاحق السوريين ويفاقم معاناتهم.
وفي ريف إدلب الشمالي هطلت أمطار غزيرة أدت لتشكل السيول وتجمع الأمطار في الأماكن المنخفضة ما خلف أضراراً بـ 15 مخيماً في مناطق أطمة وسرمدا في ريف إدلب الشمالي، وقطع الطريق عن بعضها، وتضررت أكثر من 760 خيمة بشكل كلّي (دخلت إليها المياه أو غمرتها) فيما تضرر نحو 600 خيمة بشكل جزئي (أحاطت بها المياه أو تسربت بشكل جزئي إلى داخلها)، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بأكثر من 1000عائلة.
وشدد الدفاع المدني على أن مناطق شمال غربي سوريا تعرضت هذا الشتاء لعدة عواصف مطرية كان آخرها في 20 كانون الأول أدت لأضرار في حوالي 132 مخيماً غرق فيها حوالي 1250 خيمة بشكل جزئي أو كلي، والتي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري فقط، ولكن المأساة أكبر بكثير والاحتياجات في تلك المخيمات وخصيصاً العشوائية منها، تفوق قدرة المنظمات العاملة على الأرض، وتبقى جميع الاستجابات إسعافية لا يمكنها أن تحل المشكلة بشكل كامل ويبقى الخيار الأمثل هو عودة المدنيين إلى ديارهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا.
وعلى مدى عشر سنوات تتكرر معاناة السوريين في المخيمات، العواصف الثلجية تدمر الخيام وتحاصر المخيمات وتمنع وصول الطعام والماء لها، والأمطار الغزيرة تغرق تلك الخيام، فيما يبقى العالم ينظر إلى مأساة المدنيين دون أي تحرك لإنهائها، والتي يجب أن تبدأ بمحاسبة المجرمين ممن هجر هؤلاء المدنيين وقصفهم، ثم إجراء حل سياسي يضمن عودة النازحين واللاجئين بشكل آمن إلى قراهم ومنازلهم.
ونوهت "الخوذ البيضاء" إلى أن المأساة التي يعيشها النازحون لا يمكن حلها عبر تقديم الخدمات للمخيمات ولا بناء مخيمات إسمنتية فمعاناتهم أعمق من مجرد السكن، كما أن توطين النازحين في المخيمات ليس بحل، وهو انتقاص من حق المدنيين في العيش الآمن في منازلهم، إنما الحل الجذري والوحيد يكون في توفير الأمان للمدنيين للعودة إلى مساكنهم وعندها تتضاءل الحاجة للدعم الإنساني والإغاثي.
وختمت بأن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على النظام وروسيا، وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين والنازحين، وإيجاد حل سياسي وفق القرار 2254 يضمن العيش بسلام والعودة الآمنة لجميع المدنيين وينهي الآلام التي يعانيها السوريون في مخيمات القهر.