الواقع المعيشي في مخيمات النزوح في مناطق الشمال السوري | صدى
آية الجبان
عند الحديث عن المخيمات، فإن ذلك يعني الحديث عن مأساة شعب وأمة كاملة. فمئات الآلاف الذين هجروا وشردوا من بيوتهم وأراضيهم وطردوا من القمع، ليعيشوا مرارة الغربة وقسوة الحياة والظروف الجديدة ويحملون الأمل بالعودة يوما ما إلى أرضهم ووطنهم وبيوتهم، متوسمين الخير والأمل في تحرير بلادهم من عصابات الأسد والعودة إليها.
في كل فصل شتاء من كل عام يعاني ساكنو المخيمات النازحين والمهجرين قسرياً من ديارهم في الشمال السوري من الأحوال الجوية السيئة "أمطار وثلوج وسيول وفيضانات"فالخوف يلازم هذه المخيمات في كل حين، بينما يحاولون مقاومة الأمطار والشتاء بشتى الطرق، من أجل تجنب وحماية أطفالهم من أهوال وأمراض البرد.
البرد الشديد وعدم توفر الاحتياجات الأساسية جعل المنطقة التي تضم تلك المخيمات شمالي سوريا الأكثر بؤسا في العالم ،ولعل أصعب رحلة يعاني منها النازحون في الشتاء رحلة البحث عن الدفء، فالخيمةُ ذات الجدران الهشة لا تقيهم برداً ولا زمهريرا.
آلاف الأسر يواجهون في بدايات فصل الشتاء وسط الفقر ، حيث تعيش الكثير من الأسر النازحة في الخيام والمباني غير المكتملة والمجهّزة، وهم عاجزون من توفير أبسط سبل الدفء.
وأصبح الناس يستخدمون وسائل بدائية لتأمين الدفء واضطر الكثير منهم لحرق الملابس والكرتون والأكياس والبلاستيك، ومنهم من يستخدم مدافئ بدائية ومواقد تشكل خطراً على حياتهم،
وكانت لدينا سيدة أرملة وأم لثلاثة أطفال ، يشابه حالها الكثير من نساء المخيمات ، تحمل أعباء الحياة بمفردها دون معيل."أقضي الشتاء كله في ترميم الخيمة، وسحب المياه المتسربة إلى داخلها، بعد إصابة زوجي بشظية أفقدته الحياة.
احتالت السيدة على فقرها ووضعها المعيشي الصعب، بعد عجزها عن شراء أسطوانة غاز لطهي الطعام، بسبب الفقر والغلاء، حيث صنعت موقداً من الطين والقش بالقرب من خيمتها، حيث تقول: “لا يمكن الاستغناء عن النار،أحضر الطعام يومياً وأسخن المياه لحمام الأولاد، وأحضر الخبز بعض الأحيان عندما لا أملك ثمنه”.
وأوضحت أن الغالبية من النازحين هم من النساء والأطفال بحاجة ماسة إلى المساعدة والحماية الأساسية، وتشمل الغذاء والمأوى والمياه والحصول على التعليم، فتحدثت أن “الكثير من الأطفال النازحين لا يذهبون إلى المدرسة”.
وفي الفترة السابقة أعداد المخيمات في مناطق شمال غرب سوريا إزدادت بشكل ملحوظ ، إلى 1,489 مخيم يقطنها 1,512,764 ، إنها مآسي وليست أرقام مأساة تفوق الوصف، يحتاج المرء أن يستعيد قواه وهو يشاهد ويسمع مايحدث داخل هذه المخيمات البائسة.