لاجئة سورية تروي فظائع رحلتها إلى أوروبا عبر بيلاروسيا
"تمنيت الموت بدلاً من العطش والنوم في العراء"، بهذه العبارة تصف كارول رحلة ذهابها إلى ألمانيا، عبر الحدود البيلاروسية - البولندية، بعدما أمضت ٧ ليالي في غابات تصفها بـ "الموحشة والمجمدة".
كارول (٣٧ عاماً)، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها الكاملة، لاجئة سورية قررت التوجه إلى أوروبا، بحثا عن مستقبل أفضل لعائلتها، المكونة من شاب (١٢ عاماً) وشابة (٩ أعوام)، وذلك بسبب ضيق الأوضاع الاقتصادية في مدينة حماه وسط سوريا وأملاً بمستقبل أفضل، بحسب ما قالته لموقع "الحرة".
وقالت كارول: "لم أكن أفكر بالهجرة نهائياً، ولكن وصلت الأمور في سوريا إلى طريق مسدود، لم يعد بإمكاني الاستمرار في الفقر والذل"، لافتة إلى أن أحد أصدقائها أعلمها بوجود شخص يمتهن عملية "ترتيبات السفر" للسوريين إلى أوروبا.
وعن إجراءات السفر إلى بيلاروسيا، أوضحت كارول، التي تقيم مؤقتا داخل مخيم للاجئين في ألمانيا حاليا، أن مرحلة التحضير بغاية السهولة، كل ما في الأمر هو الاجتماع بالسفير البيلاروسي في دمشق لطلب التأشيرة، مشيرة إلى أنها حصلت عليها بعد أيام قليلة.
وأضافت أن "أحد الأشخاص في حماه، رافقني إلى السفارة، وجاء لي بتذكرة السفر من مطار دمشق إلى بيلاروس، سبتمبر الماضي"
وبشأن ما حصل معها من لحظة وصولها إلى مينسك، تتذكر كارول "كل ثانية ودقيقة في رحلتها"، على حد تعبيرها، حيث "كانت أيام أشبه بالجحيم، رغم أن حرارة الطقس كانت تقارب الصفر وما دون".
فمنذ وصولها إلى الفندق، طلب منها المهرب، وهو يتكلم العربية جيداً، سداد كافة "الأتعاب"، وتبلغ قيمتها الإجمالية 12 ألف دولار أميركي، وذلك سلفا وقبل بدء الرحلة.
وخلال إحدى الليالي، وجدت كارول نفسها ومجموعة من 10 أشخاص غالبيتهم من سوريا وشمالي العراق (إقليم كردستان)، داخل غابة كبيرة، قال لهم فيها المهرب: "إذهبوا مع الطريق ستوصلكم إلى الحدود".
وهنا تتوقف كارول لتشير إلى أن "حرارة الطقس والمستنقعات لا يمكن وصفها، أنهكت جسدنا وأجساد أناس آخرين التقينا بهم في الغابة، قد يكون بعضهم توفوا الآن". ولفتت إنها "استطاعت الدخول إلى بولندا قبل أن تعزز إجراءتها العسكرية"، ولدى سؤالها عن مصدر معلوماتها الميدانية، قالت إن "هناك مجموعة عبر تطبيق واتساب أدخلني بها المهرب، نتداول فيها تفاصيل الهروب والأوضاع على الحدود".
وأشارت إلى أن "جيش بيلاروسيا كان يريد التخلص منها وكذلك البولندي، لا أحد يرحمنا، ولا حتى منظمات دولية أو عمال الإغاثة"، على حد تعبيرها.
ووصل آلاف المهاجرين من العراق وسوريا ودول أخرى تمزقها الصراعات إلى بيلاروسيا في الشهور الأخيرة على أمل العبور إلى بولندا. ومن هناك، يسعى كثيرون للجوء في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، كألمانيا، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".