عجز المنشآت الطبية عن الاستجابة ومواجهة كورونا في الشمال المحرر
أكّد الدفاع المدني السوري أنَّ الاستهدافَ الممنهجَ من جانب قوات الأسد والاحتلال الروسي للمنشآت الطبية وتدميرها يفاقم العجزَ في الاستجابة ومواجهة الانتشار الكبير لفيروس كورونا، في الشمال السوري المحرَّر.
وحذّرت منظّمةُ أطباء بلا حدود من أخطر موجة كورونا تجتاح المناطق المحرّرة شمالَ غربي سوريا، مترافقة مع عجزِ الأنظمة الصحية.
وأكّد الدفاع المدني السوري في بيانٍ عبرَ معرفاته الرسمية، أنَّ معدلَ انتشار فيروس كورونا والوفيات الناتجة عنه لا يزال بارتفاع، في وقتٍ يعاني فيه القطاع الطبي من استنزافٍ مستمرٍّ بالكوادر والمنشآت.
ووفقاً لـ”الدفاع المدني”، يعود العجزُ الحاصل في الاستجابة إلى عمليات التدميرِ الممنهج من قِبل نظام الأسد والاحتلال الروسي، وأيضاً إلى النقصِ الكبير في عددِ أسرّة العناية المشدّدة والبالغ عددُها 173 سريراً.
في حين يبلغ عددُ المنافس 157 منفسةً، وهي لا تغطّي العدد الهائل من الإصابات اليومية، كما أنَّ النقصَ الحادَّ في الأوكسجين يتجاوز 50٪ من الاحتياجات البالغة 2156 جرّةً سعة 40 لتراً مغطّى منها 1078 جرّةً فقط.
وشدّد الدفاع المدني على أنَّ الحاجة كبيرة والإمكانيات محدودة، ولا تزال المنطقةُ بحاجة إلى عددٍ أكبرَ من أجهزة التنفّس وأسطوانات الأوكسجين لتقديم خدمةِ الرعاية الصحيّة لمصابي فيروس كورونا.
موضّحاً أنَّ فرقه تواصل تزويدَ القطاع الطبي بالكمّامات إضافة لتزويد عددٍ من المراكز الطبيّة وسيارات الإسعاف بالأوكسجين، مع دعمِ ثلاثة مشافي في إدلب ببعض الأجهزة الطبيّة الضرورية لمواجهة الوباء، وذلك في إطار تكاتفِ الجهود لمواجهة فيروس كورونا والحدِّ من انتشاره، وتحسين مستوى الاستجابة في القطاع الطبي.
من جانبها حذّرت منظّمةُ “أطباء بلا حدود” من أخطر موجة كورونا تضربُ شمال غربي سوريا، تزامنتْ مع عجز الأنظمة الصحية على التأقلم بسبب النقصِ الحادِّ في الأكسجين وأجهزة التنفّس الصناعي.
وأفادت المنظمة في بيانٍ نُشرَ على موقعها الرسمي، قبلَ أيام، أنَّ مناطق شمال غربي سوريا تشهد أخطرَ موجة تفشّي كورونا حتى الآن، “حيث فاقت الاحتياجات المتزايدة إمدادات الأكسجين المحدودة، ونفدتْ مجموعاتُ الاختبار من المرافق الصحية، والنظام الصحي غيرُ قادر على التأقلم”.
وذكرت المنظمة أنَّ عددَ سكان المناطق المحرّرة في إدلب وريف حلب الشمالي والغربي يبلغون نحو أربعة ملايين شخصٍ، ويعمل فيها 16 مركزاً لعلاج كورونا من أصل 33 فقط.
أضاف البيان، “تعرقل البنيةُ التحتية الصحية المتواضعة ومشاكلُ الإمداد القدرةَ على تقييم مدى الانتشار الفعلي للفيروس، وبالتالي تعرقل الاستجابة المناسبة”.
“فرنسيسكو أوتيرو إي فيلار”، رئيسُ بعثة أطباء بلا حدود في سوريا، قال خلال إفادة صحافية إنَّ “الأشخاص الذين هم بحاجة ماسّة للأكسجين أو العناية المركّزة عالقون في طوابير الانتظار، نظراً لعدم توفّرِ أسرّةٍ أو أجهزة التنفس الصناعي، مما يؤدّي لمعدل وفيات أعلى مقارنةً مع الموجات السابقة”.
وأكّد أنَّ جهودَ احتواء الفيروس عُرقلِت بسبب ضعفِ الوصول للرعاية الصحية من جهة، ومعدلِ التلقيح المنخفض، “حيث تلقى 3 في المائة فقط من إجمالي السكان اللقاح نتيجةَ تردّدِ الناسِ في أخذِ اللقاح وبطءِ طرحِه”