بسنارة وكرة صوف.. امرأة سورية في ليبيا تواجه تحديات اللجوء وتبعات "كوفيد"
تركت جائحة "كوفيد" آثارها السلبية على حياة مئات الملايين من البشر، لكن هذه الآثار كان لها وقع مضاعف على قسم كبير من اللاجئين السوريين في أصقاع الأرض، ومن بينهم أولئك الذين ساقتهم أقدامهم نحو ليبيا.
فقد نشرت شبكة "أفريكا نيوز" تقريرا مصورا عن عائلة سورية، اختارت مواجهة تحديات اللجوء وصعوبات "كوفيد" عبر أسلوب قوامه، سنارة وكرة صوف.
التقرير سلط الضوء على الدور الذي تقوم به السورية فداء (42 عاما) في دعم أسرتها، ومساعدتها على مواجهة شظف العيش في "زمن كورونا"، وفي بلد ما تزال تعاني تبعات الانقسام والصراع.
إذ لم يخطر لـ"فداء" أن خيط الصوف الذي مررته بين أصابعها طويلا على سبيل الهواية عندما كانت في سوريا، سيكون –أي هذا الخيط- بمثابة حبل نجاة، يقيها وعائلتها الصغيرة شر الوقوع في حفرة لا قاع لها من العوز.
فقبل 8 سنوات، فرت "فداء" بصحبة زوجها "هاني" إلى العاصمة الليبية، تاركين كأغلب السوريين كل شيء وراءهم.. يومها كان الزوج ما يزال قادرا على العمل وإعالة أسرته المكونة من طفلتين.
ولكن قدوم "كوفيد" سد الأبواب التي كانت مفتوحة في وجه "هاني" على قلتها، وهنا تدخلت زوجته واستعانت بهوايتها القديمة لتأمين حد مقبول من "الأمن المالي" لأسرتها، معززة الصورة التي عرفت عن المرأة السورية.
تقول "فداء" إنها تحيك من الصوف أشياء مختلفة، كأثواب الفتيات والجوارب والقبعات وغيرها، وكل ذلك يساهم في الحصول على بعض المال للأسرة اللاجئة التي تشتد حاجتها له.
وتضيف: "عندما كنت في سوريا، لم تكن حياكة الصوف من أجل الكسب، لقد كانت هواية. كنت أقطن في منزل مملوك لنا، وكنا نعيش حياة من أفضل ما يكون والحمد لله".
من جهته، يؤكد الزوج هاني إن عمل "فداء" سد ثغرة في تأمين حاجات الحياة التي لا غنى عنها لأي أسرة.
ومع تطاول أمد الحرب في سوريا وتخطيها عتبة 10 سنوات، فإن حال ملايين النازحين واللاجئين السوريين، يزداد صعوبة، لاسيما في البلدان التي ضرب "كوفيد" اقتصاداتها في مقتل وزاد من نسبة الفقراء فيها، الأمر الذي جعل وضع السوريين فيها يصل مرحلة خطيرة من الهشاشة.