بطرق قديمة .. نازحين في مخيمات شمال غربي سوريا يحاولون التخفيف من ارتفاع درجات الحرارة
يلجأ النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا إلى التحايل بأساليب قديمة علهم يستطيعون تخفيف درجات الحرارة المرتفعة، التي تجاوزت الـ 40 درجة مئوية هذه الأيام.
تقول “أم يزن” مهجرة من مدينة كفرنبل “إنها لجأت إلى طرق قديمة علها تخفف من الحرارة المرتفعة ضمن الخيمة التي تسكنها مع أولادها الصغار”.
وتضيف: “أن الخيمة كالفرن هذه الأيام، ما يضطرها إلى رش المياه في أرضيتها بشكل متكرر خلال اليوم، وترطيب المناشف بالماء من أجل تبريد أجساد اطفالها للتخفيف من لهيب أشعة الشمس المتدفقة عبر الجدران البلاستكية التي تحبس الحرارة بشكل كبير”.
وأشارت أنها لا تسمح لأطفالها بالخروج خلال ساعات الظهيرة، كي لا يصابوا “بضربة شمس”، وتقول: “للتخفيف على أطفالي من الحرارة المرتفعة أملئ وعاء كبيراً بالماء وأضعهم بداخله”.
ودعت “أم يزن”، المنظمات الإنسانية إلى تزويد قاطني المخيم بـ “المراوح والبطاريات وألواح الطاقة الشمسية” لاستخدامها في تخفيف درجات الحرارة داخل الخيام.
من جهته، دعا “أبو محمد” نازح (يقيم في مخيمات باريشا) المنظمات الإنسانية إلى التدخل السريع لمساعدة النازحين ضمن المخيمات، عبر توزيع عوازل حرارية للخيام وتوزيع المراوح، وزيادة كميات المياه النظيفة، وتفعيل نقاط طبية ثابتة أو متنقلة لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين أثناء موجة الحرارة التي تضرب المنطقة، لما قد تخلفه من حالات إغماء للأطفال والسيدات وكبار السن.
وتشهد منطقة شمال غربي سوريا، ارتفاعاً كبيراً لدرجات الحرارة ما ينعكس سلباً على فئة من النازحين ممن لا يزالون يعيشون ضمن الخيام القماشية.
وتترافق موجة الحرارة الحالية، بارتفاع أسعار قوالب الثلج (البوظ) بشكل كبير، وتباع القطعة التي كانت بليرة تركية واحدة بليرتين، وتحتاج العائلة حوالي 3 قطعات من الثلج للتخفيف من درجات الحرارة وشرب الماء البارد، ولا تتوافر قوالب الثلج بشكل كبير حيث يعمد بعض التجار إلى احتكار المادة والتلاعب بأسعارها مستغلين حاجة المواطنين لها، في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية.
وترافق الارتفاع الكبير في درجات الحرارة مع ظهور الأفاعي والحشرات الضارة والعقارب السامة في معظم مخيمات شمال غربي سوريا، لتضاف مشكلة جديدة لعشرات المشاكل العالقة دون أي حلول.
وتغيب إجراءات الوقاية في المخيمات، إذ أن معظمها غير مخدم بنقطة طبية أو حتى سيارات الإسعاف في حال حدوث أي حالة طارئة في هذه الأجواء الصيفية كضربات الشمس أو لدغات الحشرات والعقارب والأفاعي.
أحمد الخلف مدير مخيم “مريم” في ريف إدلب الشمالي يقول “إن النازحين يعانون بشكل كبير من ارتفاع درجات الحرارة لا سيما بأن المخيمات غالبيتها من الخيم القديمة والتالفة التي لا تقي قاطنيها من أشعة الشمس”.
وأضاف، “المخيم يفتقر إلى “المراوح والبطاريات وألواح الطاقة الشمسية” التي إن تم توفيرها من قبل المنظمات الإنسانية، فسوف تخفف بشكل كبير عن النازحين الذين لا يستطيعون شرائها لارتفاع أسعارها”.
وناشد “الخلف” المنظمات الإنسانية إلى تقديم يد العون والمساعدة للنازحين لمساعدتهم على تجاوز موجة الحرارة الحالية.
وفي ظل الأجواء الحارة يضطر النازحين إلى افتراش الأراضي الزراعية وظلال أشجار الزيتون هرباً من خيمهم البالية والتالفة، مما يزيد من معاناتهم ويضيف لسجل مشاكلهم مشكلة جديدة مع تقاعس واضح في دور المنظمات الإنسانية بالتخفيف عنهم وإيجاد الحلول البديلة لهم.
وطالبت منظمة الدفاع المدني المواطنين (نازحين ومقيمين) بتجنب الخروج من المنازل والخيام خلال ساعات الذروة بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً، والإكثار من شرب السوائل، وتجنب تناول الأطعمة الدسمة، ومراجعة أقرب مركز صحي في حال وقوع حالات إغماء.
وحذرت النازحين إلى إبعاد مصادر النيران لخطورتها عليهم، وما قد تسببه من حرائق ستزداد حدتها في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة.
وتزامناً مع ارتفاع الحرارة، ارتفعت أسعار صهاريج المياه بشكل كبير، كما وطال الارتفاع أسعار قوالب الثلج التي تخفف بشكل ما على النازحين وتساعدهم على التأقلم مع الوضع الحالي، وتبلغ نسبة المخيمات الغير مخدمة بالمياه النظيفة في شمال غربي سوريا، بما يزيد عن الـ 45% من إجمالي المخيمات، وذلك بحسب إحصائية صادرة في 3 أغسطس الجاري، من قبل فريق استجابة سوريا.
لا تعتبر مشاكل النازحين صيف هذا العام وليدة الساعة، فهي مشاكل تتكرر كل عام، في ظل تقاعس واضح من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المعنية باتخاذ إجراءات حقيقية تخفف من وطأة المعاناة الإنسانية.