طالبة سورية تحقق المركز الأول بجامعة "باهجه شهير" والإعلام التركي يحتفي بها
حققت الطالبة السورية "ياسمين نايال"، التي هاجرت إلى تركيا مع عائلتها بسبب الحرب الدائرة في بلدها، أحلامها بتخرجها من جامعة "باهجه شهير" التركية، محققة المركز الأول، في وقت أكد مسؤول الطلاب الدوليين في جامعة "باهجه شهير" التركية، أنور يوجل، أن جامعته تضم أكبر عدد من الطلاب الدوليين في تركيا، وأن الطلاب الأجانب يحققون معدلات نجاح عالية.
ووفق تقرير أعدته وكالة "الأناضول" التركية، فقد بدأت ياسمين (22 عامًا)، مشوارها التعليمي بعد أن وصلت إلى تركيا مع أسرتها قادمة من سوريا عام 2016، لتتوج هذا المشوار بتخرجها من قسم الإعلام الجديد بجامعة "باهجه شهير" حاصلة على المركز الأول، وذلك بعد تخرجها أيضًا من برنامج التخصص المزدوج في قسم علم النفس.
وقالت نايال، إنها تكيفت بسرعة مع الحياة في تركيا وتمكنت بسهولة من تعلم اللغة التركية بفضل المساعدة التي تلقتها من أصدقائها الأتراك، ولفتت إلى أنها كانت تحلم بالحصول على المركز الأول في جامعتها، لكنها مع ذلك، لم تصدق في البداية أنها حصلت على هذه الدرجة.
وأعربت نايال عن شكرها العميق لتركيا حكومة وشعبًا، وقالت: "أعتقد أن نجاحي ونيلي المركز الأول في جامعتي ما كان له أن يتحقق لولا الدعم الذي قدمته تركيا للشعب السوري، آمل أن أحقق فائدة لتركيا في المستقبل".
بدوره، أكد مسؤول الطلاب الدوليين في جامعة "باهجه شهير" التركية، أنور يوجل، أن جامعته تضم أكبر عدد من الطلاب الدوليين في تركيا، وأن الطلاب الأجانب يحققون معدلات نجاح عالية.
وأضاف يوجل: "في العام الماضي، تخرج طالب من زنجبار من قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية محققًا المركز الأول في قسمه، عاد بعد التخرج إلى بلده حيث يشرف هناك على إنجازات عظيمة".
وأوضح: "وفي هذا العام، نالت إحدى الطالبات السوريات المركز الأول في قسم الإعلام الجديد. نحن كأعضاء الهيئة التدريسية في جامعة باهجه شهير، نشعر بكثير من الفخر بالإنجاز الذي حققته هذه الطالبة، لقد تمكنت من تحقيق المركز الأول متقدمة على قرابة 5 آلاف طالب من زملائها الأتراك".
وأردف: "نعتقد أن هؤلاء الطلاب المجتهدين سوف يقدمون مساهمات كبيرة في تركيا والعالم"، فيما أعربت عميد جامعة باهجه شهير التركية، البروفيسورة شيرين قره دنيز، عن شعورها بالفخر بالإنجاز الذي قدمته الطالبة ياسمين نايال، وحصولها على المرتبة الأولى في قسمها للعام الدراسي 2021.
وختمت قره دنيز بالقول: "أهنئ ياسمين نايال من كل قلبي، أود أن أعبر عن سعادتنا بتخرجها وإحرازها المرتبة الأولى، أعتقد أن الطلاب الأجانب الذين يتخرجون من جامعتنا هم في الواقع سفراء لهذه الجامعة في بلدانهم، وسوف يقدمون إنجازات مهمة للعالم بعد أن تزوّدوا بالكفاءة والقيم العالمية المطلوبة".
وليست المرة الأولى التي يحظى فيها الطلاب السوريين على مراكز متقدمة في الجامعات التركية، وبات من الملاحظ مع نهاية كل عام دراسي تحقيق العديد من السوريين في مختلف دول العالم لتفوقات علمية في المدارس والجامعات.
ويرى متابعون بأنّ التفوق العلمي المستمر للطلاب السوريين يعد من أقوى الرسائل التي يوصلها الشاب السوري طموح وبأنه قادر على اجتياز الصعوبات والعراقيل، وعمل جاهداً على التفوق بعد أن انتهج نظام الأسد سياسات التهجيل فضلاً عن حربه التي أتت على قطاع التعليم كما غيره من قطاعات الدولة.
هذا وتشير تصريحات صادرة عن وزير التربية التركي السابق "عصمت يلماز"، إلى أن 84% من الطلاب السوريين بتركيا يتلقون تعليمهم ضمن مؤسسات التعليم التركية، فضلاً عن أنّ 20 ألف طالب سوري في تركيا قد التحقوا بالجامعات التركية.
يشار إلى أنّ تفوق الشباب السوري في بلاد اللجوء لا يعدو كونه تفوقاً دراسياً على أقرانهم فحسب بل تفوقوا بالوصول إلى هذه المراتب العليا علمياً، على قسوة الاغتراب والظروف المحيطة بهم، ويتكرر مشهد تكريم الطلاب السوريين في تركيا مع صدور نتائج التحصيل الدراسي بمختلف مراحله.