الإعلام الألماني يكشف كيف تفاعل اللاجئون السوريون مع كارثة الفيضانات التي ضربت البلاد
تقول حكمة عربية قديمة "المصيبة مهماز الشجاعة"، وكيف لا وإن كانت المصيبة بحجم فيضان عنيف اجتاح تباعاً سكون المنازل وأغرق مدناً كاملة في بحر من الظلام بعد مرور أيام على فيضانات اجتاحت القسم الغربي من ألمانيا، أشهر وجهات اللجوء لدى السوريين، وحصدت عشرات الضحايا.
لكن المصاب الألماني استطاع أن يستقطب متطوعين سوريين من ولايات ألمانية مختلفة سارعوا إلى نجدة العائلات الألمانية في المقاطعات الغربية، والتي كان لها نصيب الأسد من أضرار الفيضانات.
حيث تجمّع مجموعة من الشباب السوريين، ممن قدموا كلاجئين إلى ألمانيا منذ سنوات، عبر منصة فيسبوك لينتقلوا بعدها على نفقاتهم الخاصة واقتطعوا من إجازتاهم للانتقال إلى المقاطعات الغربية ونجدتها من تبعات الفيضانات.
ونقلت قناة دي دبليو الألمانية في تقريرها أمس عن أحد المتطوعين السوريين ويدعى أنس العقاد تجربته في العمل التطوعي، إذ باشر العقاد، بمساعدة صديقيه، بإطلاق نداءات إغاثة عبر منصة فيسبوك.
وعليه تمكنوا من جمع معلومات جرى تداولها عبر المنصة، وترجموها إلى اللغة العربية ليعيدوا نشرها على الجالية العربية في البلاد، وهناك أبدى الجميع رغبته في نجدة المتضررين من الفيضانات ومساعدتهم.
ولتحقيق مزيد من التفاعل أكثر حول نجدة المقاطعات الغربية، أنشأ العقاد صفحة على فيسبوك باسم "المتطوعون السوريون في ألمانيا" بدأ بتدوين يوميات عملهم وزملاءه من المتطوعين في تلك المناطق، ما لبثت أن شهدت تفاعلا كبيراً بين أوساط الجاليات العربية هناك
وبحسب مقطع الفيديو الذي بثته القناة، يظهر أحد المتطوعين السوريين من بين ركام المنازل يحمل ويجمع برفقة أصدقائه ما تيسر إنقاذه أو كنسه، يقول في حديثه للقناة نحن كلاجئين سوريين، ألمانيا منحتنا الكثير وها نحن الآن هنا نعمل لرد الجميل ونبذل قصارى جهدنا".
وتأتي حملات نجدة المقاطعات المتضررة بعد ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والتي وصفت بأسوأ كارثة بيئية، إلى أكثر من 180 قتيلاً.
وشهدت المقاطعات الغربية والجنوبية من البلاد موجة فيضانات اجتاحت عدداً من دول الجوار من بينها بلجيكا وفرنسا ما تسبب في قطع الكهرباء عن مساحات واسعة من الأراضي وردم عدد من الطرقات بفعل انجرافات التربة التي تسبب بها الفيضان.
وبحسب خبراء، فإن الفيضانات الأخيرة ليست بالحَدَث الجديد، فالبلاد على موعد مع فيضان كبير وخطير لمرة كل مئة عام، يتسبب به نظام طقس منخفض الضغط وبطيء الحركة، يؤدي بدوره إلى هطول قرابة 150 ليتراً من الأمطار لكل متر ومربع واحد في غضون 48 ساعة فقط.