لا حرب في إدلب وهذه غاية روسيا من القصف
تواصل قوات النظام والميليشيات المساندة له المدعومة من قبل القوات الروسية تصعيدها العسكري على بلدات وقرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي منذ مطلع شهر حزيران/ يونيو الحالي.
وبدأت قوات النظام والميليشيات المساندة لها بدعم روسي مؤخرا باستهداف القواعد والنقاط العسكرية التركية المتمركزة في منطقة جبل الزاوية بغية تحقيق أهداف سياسية بملفات الصراع الإقليمي والدولي داخل وخارج سوريا.
يقول الباحث في مركز جسور للدراسات "مجد كيلاني"، "من الواضح أن التصعيد المستمر في إدلب هو ضغط عسكري لأهداف سياسية لا تتعلق بملف إدلب فقط وإنما تتعداه لجملة من قضايا الصراع الإقليمي والدولي داخل سوريا وربما متصل بالقضايا التي خارجها".
وأضاف كيلاني، في حديث لبلدي نيوز، "إن روسيا ليست في محل يسمح لها بعودة المعارك في إدلب لا على المستوى السياسي ولا حتى على المستوى الميداني مع استمرار الاستنزاف العسكري والأمني في البادية، لكنها قادرة بشكل مريح على خلق هذه الفوضى الأمنية والتحكم بتصعيد عسكري مقلق لتركيا وبالتالي للغرب عموما".
بدوره، قال الكاتب والصحافي السوري، أحمد مظهر سعدو، في حديث خاص لبلدي نيوز، "مما لا شك فيه أن التصعيد المنظور من قبل النظام المجرم ومعه روسيا، إنما يعكس بالضرورة خلافات كبرى بين الطرفين التركي والروسي من خلال الكثير من المسائل التي باتت واضحة المعالم ومنها الموقف التركي من المسألة الأوكرانية وجزر القرم وكذلك الوضع الليبي إضافة إلى قضية منبج وتل رفعت".
وأضاف السعدو "أيضا موضوع المعابر للمساعدات الإنسانية التي جرى التوافق حولها بين الأمريكان والأتراك بوضع حلول وبدائل، فيما لو أصرت روسيا على ممارسة حق الفيتو عند التصويت على فتح معبر باب الهوى، حيث تصر روسيا حتى الآن على أن المساعدات يجب أن تمر عبر النظام السوري".
ويرى الكاتب السوري أن المشهد في إدلب يُنذر بمزيد من التصعيد نتيجة كل هذه الخلافات وما يشبهها، مضيفا بالقول "إلا أن ذلك حسب قراءتي للوضع لن يؤدي إلى حرب مفتوحة، كما لن يؤدي إلى تجاوز اتفاق تركيا وروسيا حول إدلب الذي تم توقيعه في آذار 2020".
وقال السعدو "إن الجانب الروسي الذي لم يجد في قمة "بوتين وبايدن" تلبية للمطالب الروسية حول سوريا، مثل إعادة الإعمار أو فتح العلاقة مع نظام دمشق، يحاول الآن وعبر القصف الضغط على الأتراك والأمريكان لتحصيل ما عجز عنه قبل ذلك في قمة جنيف، لكنه لن يحصل أي شيء فهو في موقع المحتاج للأمريكان وليس العكس".
ويشهد الشمال السوري، تصعيدا عسكريا من قبل قوات النظام وروسيا، فبعد مضي أكثر من عام، عادت مجددا مشاهد القتلى والمصابين للظهور في منطقة إدلب والتي تشهد منذ مطلع حزيران/يونيو الحالي، تصعيدا غير مسبوق من قبل روسيا وقوات النظام، توقعته فصائل المعارضة السورية مبكرا، حيث تريد موسكو تعديل خريطة السيطرة في محافظة إدلب لصالح النظام، مع اقتراب جلسة التصويت تجاه تمديد إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وبموازاة التصعيد العسكري، تلوح في الأفق بوادر أزمة إنسانية جديدة في منطقة، حيث أدى تجدد القصف والعمليات العسكرية إلى موجة نزوح واستشهاد العشرات من المدنيين، كان آخرها مجزرة اليوم الاثنين 21 حزيران والتي راح ضحيتها سبعة مدنيين و15 جريح، فمن المتوقع أن تتصاعد أكثر في حال استمر القصف على الشمال الغربي لسوريا.