شخصٌ مزاجي أم قنبلة موقوتة (حصري) .
فراس جمعة
يقول أبو حامد الغزالي :
"من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج"
مثل موج البحر تارة هادئ نقي كنسمة هواء صيفية في ظهيرة شهر آب الحار ، وتارة أخرى متوسط الموج كأجواء شهر نيسان ، وتارة أخرى غاضب منفعل متلاطم الموج لا تعرف كيف تتصرف معه ولا بأي طريقة ترضيه أو تقنعه، مبتسم معكر المزاج، لا يمكن التفاهم معه بسهولة، متقلب الطباع والأوضاع والأحوال، قمة من الفرح الآن ، وجبل من الحزن بعد قليل، سماء صافية الغيوم لهذا اليوم ، و رعد وبرق وأمطار وسيول عارمة غدا، إنه الشخص المزاجي الذي يجعلك عاجزا على وضع قانون ثابت لكيفية التعامل معه.
الشخص المزاجي من منظور علم النفس
يتصف بمجموعة من أنماط الشخصيات منها : (المنطوية- المنفتحة - المغلقة– الضاحكة – الباكية - الاجتماعية – المنعزلة) "شخصية متغيرة متنقلة متحولة"
أما من الناحية الطبية
وعند النساء عموما ربما تكون المشكلة في : (خلل في الغدة الدرقية – اضطراب بالهرمونات – نقص الفيتامينات – مرض السكر) وهنا "لا بد من زيارة الطبيب من أجل الفحص وتحديد المشكلة "
وإذا بحثنا في جذور هذه الشخصية
سنجد لها أسبابا كثيرة تؤدي إلى ظهورها ، بعضها وراثية وبعضها الآخر يعود إلى العوامل والبيئة المحيطة .
مزاجية الحبيب لغز حير العلماء
من الصعب النقاش مع الشخص المزاجي ، فهو لا يملك الأدوات الموضوعية لإدارة النقاش ، أو عرض وجهة نظره ، وإن كان في علاقة ، لأن الحبيب المزاجي لا يصلح للمناقشة ، فهو إما أن يفرض رأيه بالكلام العاطفي ، وإما أن يقول لك افعل ما تريد ، بينما هو يظل شاعرا بالألم والظلم الواقع عليه.
إذا صادفتك بعض الطباع التالية فاعلم بأن لعنة المزاجية قد حلت بك
عندما أكون سعيدا أرى الحياة كذلك، وعندما يكون مزاجي سيئا أشعر بأنه لابد من التنكيد على من حولي أو عليّ الدخول الى عزلتي وانفراديتي .
تدهور علاقاتي مع الآخرين بشكل ملحوظ ومتسارع وخصوصا المقربين مني .
فرض أسلوب تعاملي على الآخرين وتصرفاتي المثالية قولا لا فعلا .
حزن بلا سبب وفرح بلا سبب، قليل الصبر، متسرع الحكم، قاسي في الأقوال والأفعال .
متسامح ومتفهم لأبعد الحدود ، مهما كانت المواقف صعبة، وفي بعضها البسيطة لا أقبل أي عذر، صارم حازم حاد .
حساس جدا لأي كلمة تقال أو كلمة يشعر بأنها ستقال (يفسر ويحلل ويركب ويشعر بأشياء يتخيل بأن الطرف الاخر ينوي قولها أو فعلها) .
النظر الى نفسي دوما أنني على حق ولا يوجد أحد يفهمني .
آرائي ليست ثابتة وخصوصا في حكمي على الناس ، فذات الشخص مثلا يكون مساء حبيبا لي وفي الصباح عدوي .
عاطفي في التفكير والحكم على الأمور (لا يقول أفضّل أو أدعم أو أؤيد ، بل يستخدم اللفظ “أحب”) .
كيف أتخلص من مزاجيتي:
هناك الكثير من الأمور التي تساعد الشخص المزاجي للتخلص من مزاجيته سنختصرها بالآتي:
١- عندما ندرك بأن الاختلاف أمر طبيعي، فليس بالضرورة أن نكون نسخة كاملة من شريكينا أو يكون هو نسخة منا .
٢- عندما ندرك بأن من نتعامل معه هو شخص عادي وليس نبيا أو ساحرا أو كاهنا أو عرافا حتى يفهم مقصدنا دون أن نتكلم .
٣- عندما ندرك بأن المزاجية مرض ولا بد من زيارة الطبيب (عندما تصبح المزاجية هي من يتحكم بقراراتك وسعادتك ومستقبلك) .
نصيحة ذهبية
استخدم في تغيير مزاجيتك البرمجة اللغوية العصبية (عندما ينتابك مزاج سيء حاول بأن تتبارد إلى ذهنك أفكار جميلة مواقف رائعة أحداث ممتعة مستقبل جميل تحلم به ... لأن أفكارك هي التي تحدد مشاعرك ومزاجك وسلوكياتك .