حدث غير مسبوق: ألمانيا تسمح للاجئين السوريين على أراضيها بإحضار 100 فرد من عائلاتهم
وافقت وزارة الداخلية الألمانية على قرار يسمح للاجئين السوريين في مدينة بريمن بإحضار أفراد من عائلاتهم حتى ولو كانوا من أقربائهم غير المباشرين اعتباراً من يوم الاثنين المقبل 12 نيسان 2021.
وسيمكن هذا القرار اللاجئين السوريين في بريمن من إحضار أفراد عائلاتهم للانضمام إليهم إذا كانوا قادرين على دفع نفقات معيشتهم. في حين أن تكاليف المـ.ـرض والحـ.ـمل والولادة يتم تغطيتها من قبل ولاية بريمن.
ويسمح القرار للاجئ باستقدام 100 من أفراد عائلته مثل الأخوة وزوجاتهم والأخوات وأزواجهم وأولادهم وبناتهم.
ووفقاً للقرار فإنه على اللاجئ الراغب في إحضار أفراد عائلته تقديم طلب إلى مكتب الهجرة في بريمن أو مكتب تسجيل المواطنين في بريمرهافن، وتقديم إثبات أنه قادر على تغطية تكاليف المعيشة لأقـ.ـربائه لمدة خمس سنوات على الأقل
وحسب القرار فإنه بعد الموافقة والتحـ.ـقق من الشخص من قبل سلطات الهجرة والبعثة الدبلوماسية لجمهورية ألمانيا الاتحادية في بلد الإقامة المعني، يمكن إصدار تصريح إقامة أولي لمدة عامين.
بعد عام 2011، ازداد عدد الأطباء الذين تركوا سورية وتوجّهوا إلى ألمانيا التي شرعت أبوابها لاستقبال الهـ.ـاربين من الظـ.ـلم والحـ.ـرب، علماً أنّها كانت تستقبل آخرين في أوقات سابقة
عندما نتحدّث عن الأطباء السوريين في ألمانيا، فإنّ الأمر يتعلّق بكتلة الأطـ.ـباء الأجانب الكبرى في البلاد، وفق إحصاءات ألمانية رسمية. وثمّة 4486 طـ.ـبـ.ـيباً (وفق آخر إحصاء في عام 2019 أوردته المجلة الطـ.ـبية الألمانية) ينشطون، عدا عن العاملين في المجال الصحي من صيادلة وغيرهم.
ومع اندلا.ع الحـ.ـرب في سورية قبل نحو عقد، وصل عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى ألمانيا. وإن كان من بين هؤلاء عدد من الأطباء، إلّا أنّ العدد الأكبر من الأخيرين وصل بعد الحصول على تأشيرة عمل.
فالحقيقة أنّ الأطباء السوريين ليسوا وحدهم الذين كانوا في حاجة إلى ألمانيا للهـ.ـرب من واقع بلادهم، لا سيّما بعد اندلا.ع الحـ.ـرب في عام 2011.
بل إنّ الدولة الألمانية كذلك تحتاج إليهم لتعزيز نظامها الصـ.ـحي، ولذلك تفتح أبوابها لهم، مع العلم أنّ إجراءات عدة يصفها البعض بـ”البيروقراطية”، لا بدّ من أن يمر بها مختلف الأطـ.ـباء الأجانب قبل الحصول على إذن مزاولة المهنة وتعديل شهادة الطب.
هذه الإجراءات التي وقفت بالفعل عائقاً أمام عدد من الأطـ.ـباء السوريين، تخطاها آخرون وباتوا جزءاً لا يتجزّأ من النظـ.ـام الصحـ.ـي الألماني.في نهاية عام 2019، كان يعيش في ألمانيا نحو 790 ألف سوري، بحسب مركز “ستاتيستا” الألماني للإحصاءات. قبل عشر سنوات، كان العدد أقل من 30 ألف شخص.
وتفيد مدوّنة “بايوميد سنترال” المتخصصة في الدراسات الطبية، بأنّ حاجة ألمانيا إلى الأطباء السوريين تعود إلى سببَين. الأوّل، وهو مشترك بالنسبة إلى الأطـ.ـباء الأجانب بشكل عام، هو حاجتها إلى سـ.ـد النقص النسبي في عدد الأطـ.ـباء لديها في خلال السنوات الأخيرة.
أمّا السبب الثاني، فمرتبط بشكل أو بآخر بزيادة عدد السوريين في البلاد، ما أدى إلى زيادة الحاجة إلى طاقـ.ـم طبي يتحدث باللغة العربية، ولذلك فإنّ استقدام الأطـ.ـباء السوريين يحقق هدفَين في آن.
وعلى الرغم من حاجتها إلى هؤلاء الأطـ.ـباء، ما زال كثيرون يشتكون من الإجراءات البطـ.ـيئة والمربكة، كما أنّ ألمانيا بدأت تتشـ.ـدد منذ نهاية العام 2013 في إجراءات تعديل شهادة الطب للأطباء الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي، ومنهم الأطباء السوريون. وأمام هذا الوضع
وجد الأطـ.ـباء السوريون حاجة إلى تجميع أنفسهم وتبادل المعلومات والخبرات والتجارب بين بعضهم البعض، وكانت البداية عبر مجموعة على موقع “فيسبوك” تحت اسم “الأطباء السوريون في ألمانيا”، باتت تضم الآن نحو 62 ألف عضو، ليسوا من السوريين فقط وإنما أيضاً من مختلف الدول العربية