مشاعر الأسرة تجاه أبنائها تحدد شخصيتهم (حصري)
نور زيدان
كل أسرة لديها مشاعرها الخاصة تجاه أطفالها، لكن بعض الأسر تعتقد بأن علاقاتهم مع أطفالهم تقتصر على تلبية الاحتياجات وإغراقهم بالنعم والكماليات والهدايا خوفاً عليهم من الحرمان أو الشعور بالنقص أمام زملائهم والمجتمع، دون الاكتراث بالمشاعر الأخرى.
"نخاف عليهم من الشعور بالحرمان":
هذه جملة المتكررة فتحت أبواباً كثيرة للتساؤل فهل يكون الحرمان بالأمور المادية فقط؟
الجواب: هو لا؛ لأن الأبناء بحاجة للاهتمام وعدم الانشغال عنهم ، وبحاجة أن لا نقارنهم بغيرهم ونعلمهم ألا يقارنوا أنفسهم ولمَ يقارن أبناؤنا أنفسهم -بغيرهم- بالمتاع الزائل فقط ولا يتنبهون للرعاية المعنوية الفائقة التي يحظون بها من أهلهم، بالإضافة للاستقرار النفسي والدفء العائلي وقوة الترابط الأسري، وهو أكثر ما يدعمهم ويعينهم على متابعة مسيرة الحياة.
القدر يحمل الكثير من المفاجئات والحياة لن تنصف الجميع، فلا بد أن نعلم أبنائنا أن ليس كل ما نشتهيه ونتمناه نحصل عليه ،وأن العطاء الوافر والوسائل الالكترونية المتطورة لا تمنع الشعور بالحرمان ، وأن القناعة كنز من ذهب.
تستطيع الأسرة المترابطة أن تهب لأبنائها الحب والحنان والمشاعر الدافئة، وهي كنوز لا يمكن للجميع أن يملكها ويعطي منها ، وتتطلب الحياة منك أن تدرب أبنائك على ظروفها الصعبة والقاسية وذلك من خلال تنويع أساليب المعاملة معهم، وتعمد حرمانهم من أمر ما في حين والاستجابة لطلباتهم في حين آخر، ومع إرشاداتكم لهم والحكم والمواعظ يتصنعون من أبنائكم أشخاص ناجحين وفعالين في المجتمع .