صرخة خريج جامعي .. هل من مجيب؟ (حصري)
سامر البكور
نستشعر الحاجة الكبيرة والشغف لدى الخريجين الجدد في البحث عن وظيفة جديدة تحسن الحال وتهدأ البال وتفتح الافاق للتطور والنمو الاقتصادي والنفسي فيقضي الكثيرون جل أوقاتهم في متابعة الاعلانات المنشورة في الصحف ومواقع الانترنت وغيرها وتعديل سيرتهم الذاتية بما يتناسب مع الوظائف المطروحة ومن ثم تقديم الطلب تلو الطلب هنا وهناك لأجل الحصول على الوظيفة المرغوبة ، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها في الشمال السوري.
فلكل خريج شمال سوريا وأنا أحدهم آمال وأحلام يسعى دائما لتحقيقها سرعان ماتتناثر في الهواء أمام هذا الواقع الذي نعيشه؛ حيث أن لكل خريج قصة وتجربة في البحث عن وظيفته، و كيف يمكن لحامل الشهادة الثانوية أن يحصل على فرصة عمل وهو يبحث في الشوارع لعل صاحب ورشة يرضى بتوظيفه لديه.
ويجلس مع نفسه الساعات الطوال ويبحث عن الاسباب ويسمع من هذا نصيحة تقول عليك بالتدريبات النوعية فيطرق أبواب الاكاديميات ليحصل على تدريبات في مجال ادارة المشاريع والمراقبة وادخال البيانات والمحادثة باللغات المختلفة والحماية والدعم النفسي وغيرها والتي يمكن أن تكلفه أثماناً باهظة وقد تعادل مصاريفه الدراسية التي أنفقها على جامعته لسنوات.
ويسمع من مدرب نصيحة أن عليه إعداد سيرة ذاتية احترافية فيبحث في النت وعند الاصدقاء ليحصل على نصائح لكتابتها وما إن يتم انجازها ويشاهد روابط الوظائف على المجموعات المختلفة فيبدأ بتعبئة الروابط وكله أمل في الحصول على فرصة حياته وتمر الأيام ولا أحد يراسله ولو برسالة أنت مرفوض بسبب كذا وكذا..
ثم يعيد المحاولة تلو الاخرى وتمر السنين والهاجس في رأسه يقول هل من المعقول أن فلانا أفضل مني فأنا شهادتي أعلى وعدد الدورات التي خضعت لها تفوق التي يملكها الموظف الذي أقارن نفسي به ..
فيسمع كلاماً بأنه يجب أن يكون لديه خبرة فيشعر بأن قطارا صدمه ومن أين يأتي بشهادة الخبرة هل سيجدها عند المختار أم عند النفوس مثل شهادة الميلاد..أين تُباع ؟؟ ،إذ أنه لايقبل أحد بتوظيفه ولو بعمل تطوعي.. وكيف يحصل على الخبرة على هذا الحال!!
وهو يعلم علم اليقين أن أصعب وظيفة يمكن أن تناسب شهادته الأكاديمية لاتحتاج تدريب عملي لأكثر من شهر فيقول في نفسه: لو أنهم يوظفونني بدون راتب وإن أرادوا أنا أدفع لهم راتب شهري ليس لدي مشكلة ولكن الأهم أن أحصل على الخبرة المنشودة .
وتمر الأيام وفجأة يسمع همسا في أذنه بأن عليك بالفيتامين "واو" وهو مصطلح شاع استعماله مع كل أسف في مجتمعنا، نعم! والذي يرمز للواسطة أو التزكية سمها ماشئت .
فيفرح كثيراً وكأنه وجد كنزاً يصبح كالمهووس يطرق باب هذا وباب ذاك وبعد فترة يحصل على مبتغاه ويفاجئ بأن كل مايملكه من شهادات ودورات ليس لها قيمة مقابل هذا الفيتامين السحري فيتم توظيفه بمجرد ذكره أنا فلان من طرف فلان .
لاتتفاجئ ..فهو واقع نعيشه ونحسه فأنا ومثلي كثيرين نعاني من هذه المشكلة التي لايستطيع أحد نكرانها
صحيح أن البعض يتم اختياره للعمل وفق أسس صحيحة ولكن الأغلب وفق قانون "الفيتامين واو"
لذلك أقولها وأشعر بها : إلى متى ؟ فقد بلغ السيل الزبى..