نزوح وتهجير بطعم العلقم .. نجاح بطعم الشوكولا
سامر البكور
كان لعائلة "عصام" قبل ثلاثين عاماً معملاً للشوكولا في دمشق وكان انتاجهم يصل للعديد من دول الشرق الأوسط ومع بداية الأحداث السورية ومثل كل السوريين كان لهم نصيب في الخسارة فقد تدمر معملهم ومنزلهم وبلحظة خسروا كل شيء يملكونه.
مما دفعهم للسفر إلى لبنان وأصبحوا رقماً جديداً يضاف لقائمة اللاجئين السوريين الطويلة وخلال ثلاث سنوات من القهر والحرمان بقي لدى "عصام هدهد" وعائلته الإيمان بأنهم سيتجاوزون هذه المحنة .
ومن خلال برنامج توطين اللاجئين السوريين بكندا غادرت العائلة إلى كندا وفي مقاطعة صغيرة بدأت هذه العائلة حياة جديدة حيث أنهم افتتحوا مصنعاً صغيراً للشوكولا
وكانت المفاجأة في اليوم التالي حيث اجتمع مئات الكنديين والمهاجرين أمام المحل وتم بيع الكمية بأقل من ساعتين .
فقررت العائلة توسعة المصنع وتوظيف عدد أكبر من العمال وأطلقت اسم "شوكولا من أجل السلام "على مصنعها.
كان الاسم رسالة لكل العالم أن السوريين هربوا من الحرب وقصدوا بلاد الغربة مسالمين هدفهم الوحيد الحصول على حياة جديدة وبلد يعطيهم الأمن والسلام الذي فقدوه.
وفي عام 2016 اندلعت حرائق كبيرة في غابات مدينة ماكموري الكندية مما أجبر آلاف السكان على النزوح من بيوتهم وما كان من هذه العائلة التي ذاقت مرارة النزوح والتهجير أكثر من أي شخص آخر إلا أن قررت رد الجميل فتبرعوا بكل أرباح المعمل لمساعدة الناس وتأمين سكن لهم.
هذا العمل الإنساني النبيل دفع رئيس الحكومة الكندية لتقديم الشكر لهم في اجتماع للأمم المتحدة ووجه رسالة للعالم أجمع بأهمية اللاجئين السوريين وانجازاتهم الكبيرة وأن تكون لاجئ هذا لاينتقص من قيمتك كإنسان.