التكنلوجيا وأثرها على كبار السن
أماني برجس
في ظل هذا التطور المستمر والمتزايد اجتمعنا لنفقد إحساسنا ببعضنا ، واهتممنا بتسجيل اللحظات دون أن نعيشها.
لماذا هذه الحداثة فرضت علينا تجاهل الكيانات من حولنا، لماذا نسينا كبار السن !
هم يعيشون بين عصر التكنلوجيا وبين وماض ٍ أسود وأبيض، في حين أن الجميع من حولهم منشغل حتى إن تسنى أحدهم للجلوس ولو لنصف ساعة يكون جلّ اهتماماته بأصدقائه و بالوقت الذي يقضيه بجانبهم .
تتوق أنفس آبائنا أو الأجداد لتفاصيل العائلة التي تجتمع كل عشية فيتسامرون ويتبادلون المزاح والأحاديث ، متسائلين إلى متى سيبقى هذا الجمود وتلك الوحده التي تنسج خيوطها عليهم؟
ماهي الأسباب التي جعلتهم يشعرون بالوحدة؟
١ :انشغال الأشخاص من حولهم بالأجهزة والبرامج ومواكبة التطورات والحداثة .
٢ :عدم تواجد هذه الأجهزة سابقاً جعل معايير العصر تختلف عليهم ويشعرهم بالوحدة والعجز.
٣ العالم الافتراضي أصبح بديل للعالم الحقيقي .
٤:ضياع الوقت مما جعل الأيام روتينيه عندهم .
كـبار السـن
قد يرقدون ولا ينامون، وقد تضحك وجوههم وقلوبهم باكية، ويوارون دمعتهم تحت بسمتهم ،فجلوسك
جوارهم ، واشتغالك بهاتفك في حضرتهم يجعلهم منهم أجساد بلا معنى فيشعرون بأن وجودهم كعدمه.
كما لم تعد المجالس مجالسهم ، ولا أحاديثهم هي المسموعة ، حيث غادر بهم القطار محطة اللذة ، وصاروا في صالة انتظار الرحيل ...
ينتظرون الداعي ليلبوه .
هم كبار السن الآن ، وسيذهبون، ومن بعدهم ستكون أنت هذا الكبيرَ المسنَّ ...
فانظر ما أنت صانع وما أنت زارع !
وكن العِوضَ عما فقدوا، وكن الربيعَ في خريف عمرهم وكن العُكّازَ فيما تبقى