المصطلح الخادع بين أمانة الكاتب وغفلة القارئ .
ياسر علي
نحن لا نقرأ إلا من الكتب التي لا نستطيع تقييمها ، أما الكتاب الذي باستطاعتنا تقييمه على الكاتب التعلم منا ..
دعونا نقرأ النص التالي ..
دراسة علمية أكدت أن الأنثى أبرع من الذكر في إنجاز الأعمال المكتبية .
فقد أثبت المفكرون أنها أكثر تركيزا وأقل إهمالا . اعترض الكثيرون على هذه الدراسة وتناولت وسائل الإعلام وتناقلتها بكثرة ان هدفها إعطاء المرأة مكانا أكبر وفرصا أكثر بالوظائف العامة ، كما أكد شهود عيان تململا في صفوف الذكور من الموظفين من نتائجها ، وبالمقابل ايد ناشطون يدافعون عن حقوق المرأة ما خلصت إليه الدراسة معتبرين أن الوقت حان للحد من هيمنة الرجال على الوظائف ..... انتهى النص ...
عزيزي القارئ .. ستلاحظ من تسلسل الافكار التي وردت بالنص ما يلي ..
- دراسة علمية : هل سألت نفسك اين جرت تلك الدراسة ؟!!
- اثبت المفكرون : من هم المفكرون ، و هل دفعك الفضول لتعرف واحدا منهم ؟!
- اعترض الكثيرون : ألم يخزك فكرك من هؤلاء ، وأين يعيشون وما هي ثقافتهم ؟
- تناولت وسائل الإعلام : هل سألت نفسك من هذه الوسائل ، متلفذة ، صحف ، وكالة ، لمن تتبع ومن يمولها .....
بالعودة لعنوان المقالة سنجد اننا وقعنا في غفلة القارئ وخداع المصطلحات لدى الكاتب . ليتم استهداف ضعف الإدراك والوعي الإيجابي لقضايا تلعب العاطفة دور الهداف الذي لايخطئ المرمى في إيصال فكرة ما أرادها الكاتب..
دون الإحاطة بالنص ودون الإحاطة بالكاتب ودون إدراك النهج المسيس للأفكار التي نتلقاها سنكون ألعوبة من يملك أيسر الطرق للإقناع الخداع .
في الماضي كان يمارس علينا سياسات التجهيل واليوم تمارس سياسة الإقناع الخداع ..والخداع واحد .
لكن أخطر الخداع اليوم هو خداع أنفسنا حين نقف عند أفكار الآخرين ونستعفف عن تنمية الذات لدينا .
كذب من قال : خداع النفس فن