اللاجئ السوري في أوروبا. بين الحلم والعقبات
محمد العمر
بعدما تقطعت السبل بالسوريين جراء الحرب التي يعانون منها. يقدم آلاف السوريين على رحلة الموت الى الخارج عبر وسائل شتى مخاطرين بحياتهم وأموالهم بأمل الوصول إلى بر الأمان في دولة ما في أوروبا، وذلك طلبا للجوء من حرب مستعرة في وطنهم
لتستمر رحلة الهروب من الموت والبحث عن حياة أفضل ومستقبل مشرق بحسب الأمل اللذي كان مرسوماً بمخيلة كل شاب سوري خاطر بكل شي ليصل بكل اعتقاده لبر الأمان ولكن كانت المفاجأة
إذ واجه اللاجئون السوريون أثناء الانتقال من بؤس المخيمات وحياة العراء إلى أوربا كل مشقات الموت كما يقول سعيد، وهو أحد اللاجئين السوريين في النمسا
"هربت من سوريا من منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب إلى تركيا مشيا على الأقدام حتى اليونان. استغرقت الرحلة البرية 24 ساعة. وعند الحدود اليونانية ألقي القبض علينا من قبل السلطات. وبعد أسبوع كامل رهن الاعتقال مدتني السلطات اليونانية بوثائق طرد على أن أغادر البلاد في غضون ستة شهور. خضنا مغامرة اخرى بالهروب إلى ايطاليا داخل ناقلة للوقود والغاز لمدة يوم كامل. في ايطاليا ركبت قطارا حتى استقر بي الحال في النمسا
وبعد كل هذه التضحيات ينتقل اللاجئ السوري إلى مرحلة أخرى من العذاب. في مخيمات اللجوء في المرحلة الأولى في اليونان. اذ تقول أم محمد "حياتنا كلها صفوف وطوابير... صفوف للأكل، وأخرى للشرب، وأخرى لدخول المراحيض"
بعد كل هذا .. وبعد كل هذه التضحيات وآمال العيش الرغيد. يبدأ اللاجئ السوري بالتفكير بالعودة إلى الوطن الأم الذي مزقته الحرب وما زالت تنهش به تبعاتها يقول أحمد -وهو سوري عاد من ألمانيا إنه دفع مبلغ 1500 يورو ثمنا لتذكرة طيران من ألمانيا إلى اليونان بوثائق سفر يونانية مزورة.
وكما كان يحمل معه حقيبة ظهر وهو في طريقه إلى ألمانيا عبر طريق البلقان، عاد أحمد وكل ما يحمله معه الحقيبة ذاتها.
وعندما سئل عن سبب العودة للجحيم الذي خرج منه قال. "لم تمض الأمور كما كنت أشتهي" .