"أنا أفكر إذا أنا موجود" ...ما هو الوعي
نور زيدان
حريٌ بنا ان نفهم أنفسنا قبل محاولة فهم الآخرين، ومن المهم جداً توجيه سؤال لنا بشكل متكرر عما إذا كنا نستوعى مانحن فيه وعليه ومالنا وما علينا تجاه هذا العالم وما فيه من كائنات؟
نحن ندرك ذواتنا وأنفسنا من خلال اللغة والفكر وفي حال كنا قادرين على تطويع اللغة لصالحنا فتعبر عن فكرنا وأنفسنا ،حينا سنكون في مرحلة متقدمة من الوعي والمعرفة.
تعريف الوعي:
هو ما يُكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة من حوله .
وكلمة الوعي تعبر عن حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك لمحيطه الخارجي .
أما مراحل الوعي فيمكن أن نصنفها إلى عدة مراحل :
الوعي المنخفض:
ويكون فيه المرء في حالة فقر ، ديون ، بحث عن لقمة العيش ، تكاثر بجهل ، علاقات إنسانية فارغة و فاشلة ، تربية أسرية خائبة ، أمراض جسدية ، مشاعر سلبية غالبة مثل الخوف و القلق و الغضب و العنصرية ، كراهية ، يعتقد أنه بحاجة لأن يمتلك شيء ما محدد كالمال أو زوجة / زوج أو أبناء أو بيت حتى تنصلح حياته.
الوعي المحايد:
أما هذا الصنف فيكون قنوع وغالباً ما يقارن نفسه بالذين أقل منه حتى (يقول: الحمد لله).
لا ينظر للأعلى أو للاحتمالات الممكنة حتى ،فاقد للشغف و الطموح و المحرك الداخلي ، بداخله فراغ أو الضياع لكنها حالة من الرتابة و الملل الداخلية و الهرب منها إلى الأعمال التي لا تحمل قيمة إنسانية عالية.
الوعي الإيجابي:
وهو شخص مشغول بالعمل المفيد لنفسه و للبشرية، يتطوع و يساعد، يخدم و يحث على التفاؤل و الإيجابية ، مشغول بتحسين مستوى حياته و من حوله فيحسن مستوى صحته و يهتم بجسده و يسعى للغنى و الثراء و يتعلم أساسيات التربية الصحيحة و ينشغل في كيفية إنجاح علاقته العاطفية و يتعلم أساليب الكاريزما و التأثير في الآخرين، طموح، مستعد ومبادر.
الوعي السامي:
أما السامي فهو متأمل يميل للصمت متفكر يصل للمعنى وراء الاشياء و الاحداث ، عنده قدرا عاليا من التركيز و الانتباه لذلك إنجازاته تخضع لقانون الجهد الأقل حيث يبذل جهدا أقل ويحصد نتائج أكثر، يتحرك بقيم انسانية عالية مثل السلام و الحب و الجمال و البهجة و الحضور ، والأمور الأساسية في الحياة من لقمة عيش و مكان سكن و علاقات عاطفية و اجتماعية كلها تترتب على شأنه فلا يشقى فيها، كأنها نوع من الدعم الكوني الرباني له ليستمر في حكمته و ينقلها للآخرين ،هادئ وذو بصيرة.
الوعي الكوني:
هنا يوجد كلمة مفتاحية تدل على هذا الصنف وهي كلمة "السلام" ، لا هم و لا خوف و لا قلق بل حالة من التسليم ، الطاقة عنده سريان متدفق بلا توقف، منسجم انسجام تام مع هذا النظام الرباني ، من خلال علاقته بربه وبعبادته وأوامره ونواهيه كما هي جبِلَّة هذا الكون الأولى مع الله و منه و إليه ، ويعد وجوده بركة في هذا الكوكب .
هل استطعت أن تحدد في أي نوع أو صنف أنت ؟