نظرة عن كثب للشخصية الفصامية .. أنصحك بالابتعاد:
نور زيدان
سلسلة كيف أخرج من هذا المأزق ؟
" إن كنت لا تعلم المعنى الحقيقي لكلمة "ابتعد" فعليك إذاً أن تحتك بهذه الشخصية لتتعلم أن هناك شخصيات ذات طابع مؤذي ومعدي كالوباء ولا بد من ترك مسافة أمان بينكم وأخذ الإجراءات الوقائية تماماً مثل كورونا"
يُوصف الأشخاص المُصابون باضطراب الشخصية الفصامية بالغرابة ويُنعت ب غريب الأطوار ويمتلك هذا النوع من الأشخاص علاقات مقربة قليلة جدا وذلك إن وُجدت أساساً، فهم لا يفهمون كيف تتشكَّل العلاقات بسبب الشعور الدائم لديهم بعدم الثقة تجاه الآخرين، مما يؤدي هذه المشكلات إلى قلق شديد وميل لتجنُّب المواقف الاجتماعية؛ حيث يميل الشخص المصاب باضطراب الشخصية الفصامية إلى اعتناق معتقدات غريبة،و يجد صعوبة في الاستجابة بشكل مناسب للإشارات الاجتماعية.
كما يُشخَّص اضطراب الشخصية الفصامية عادة في مرحلة مبكرة من البلوغ، ومن المحتمل أن يستمر طوال العمر اذا لم يتلقى المعني بالأمر العلاج اللازم التي يمكن ان تحسن الأعراض ومن المعروف عنهم رفضهم الشديد للخضوع للعلاج او فكرة الذهاب إلى طبيب .
كيف تعرف اضطراب الشخصية الفصامي:
يتضمن عدة من أعراض ومؤشِّرات تظهر جلباً على المعني وهي:
1. العزلة والوحدة وقلة الأصدقاء المقربين
2. عدم الاستجابة العاطفية المناسبة وتبلد المشاعر ومحدوديتها
3. استمرارية القلق الاجتماعي المفرط
4. تأويل الأحداث وتفسيرها بشكل مغلوط وسلبي
5. سلوكية شخصية واعتقاد بأنه المستهدف بأي حديث مؤذي يجري بين من هم حوله.
6. يمتلك تفكير غير عادي قد يجره إلى معتقدات تجعل منه شخص غريب
7. الشكوك المستمرة حول ولاء الآخرين
8. الإيمان بالذات و بالقوى الخاصة فقط
9. التخيلات والشعور بالأوهام كوجود شخص غائب .
10. ارتداء الملابس بطرق غريبة للفت الانتباه اليه.
متى يحتاج الأمر إلى طبيب؟
يَرفض عادةً مرضى اضطراب الشخصية الفصامية الخضوع للعلاج أو طلب المساعدة بناءً على طلب الأصدقاء أو أفراد الأسرة وذلك لفرط الشكوك والهواجس في داخله تجاه الآخرين والظن في نواياهم وإذا جرى و طلبوا المساعدة فتكون لمعالجة مشكلة أخرى مثل الاكتئاب.
فإذا كُنتَ تَشتَبِه في أن أحد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة قد يكون مصابًا بهذا الاضطراب، فربما تقترح عليه بلُطف أن يَطلُب المساعدة، والبَدْء بزيارة طبيب رعاية أولية أو أحد اختصاصي الصحة العقلية
مؤشرات تدق جرس الخطر:
إذا كنت على مقربة من حامل الصفات المذكورة أو كان لديك صديق أو قريب يعاني من اضطراب الشخصية الفصامية فعليك أن تقلق حيال ذلك فقد يزيد ذلك من خطر إصابتك باضطراب الشخصية الفصامية.
كما أن هناك مضاعفات تزيد من تدهور حالة المعنيين وهي:
• الاكتئاب واضطرابات أخرى في الشخصية .
• مرض الفصام الذي يصيب العقل مشاكل مع
• تعاطي الكحول أو المخدِّرات
• محاولات الانتحار
• مشاكل في العمل والدراسة والعلاقات العاطفية والأسرية.
العلاج:
يحتاج هذا النوع من الشخصية بعد الإثبات عبر الفحوص الطبية والنفسية إلى علاجين متلازمين ومتزامنين أيضاً وهما علاج نفسي وعلاج بالأدوية
أما العلاج النفسي:
يكون عن طريق دراسة وتحديد أنماط التفكير السلبي وتغييرها وتعديلها إلى سلوكيات طبيعية، وذلك بالدعم والتشجيع من قبل أفراد الأسرة والمقربين، مما يساعد المصابين باضطراب الشخصية الفُصامية على البدء في تبادل الثقة مع الآخرين وتعلم مهارات التأقلُم ببناء علاقات قائمة على الثقة مع المعالج.
وأما العلاج الدوائي:
فيكون عن طريق العقاقير المضادة للاكتئاب وذلك لتقليص بعض الأعراض مثل القلق وتحسين مرونة التفكير؛ إلا أنه لم يتم اعتماد دواء معين لعلاج اضطراب الشخصية الفصامية.
تتكون الشخصية من خليط من الأفكار والسلوكيات والعواطف التي تصنع منك شخص مميز، وهي المرآة التي تعكس صورتك للعالم الخارجي فاحرص على الحفاظ عليها بالابتعاد عن الأفكار والأوهام والهواجس أو لا تقترب من شخصية فصامية فالوقاية خير من ألف علاج.