ما الذي أفقد الرغبة في القراءة لدى المهتمين ؟
نور زيدان
تُعتبر القراءة إحدى الوسائل المُهمّة جداً التي يلجأ إليها الإنسان لتثقيف نفسه ومتابعة الأحداث والمجريات اليومية؛ لأنها بحد ذاتها وسيلةً لكسب المعرفة، وتلعب القراءة والمطالعة دوراً فعّالاً في تنوير العقول، وإدراك المفاهيم، والتبصّر بما يُحيط الفرد من ظواهر وسلوكيات وأحداث،
ولكن انتشرت مؤخراً ظاهرة قلة الاهتمام بالقراءة وحب الاختصار، والعزوف عن قراءة النصوص التي تحتاج إلى وقت وتركيز أكثر.
وللعزوف عن القراءة أسبابا عدة أبرزها تعدد مصادر المعرفة وتطور الحياة المستمر بما فيها من وسائل تكنولوجية غطت معظم احتياجات الانسان الفكرية والاجتماعية وغيرها والتي يمكن للإنسان الاعتماد عليها في وصوله للمعلومات والمعرفة؛؛ فلم يعد الكتاب كما ذي قبل، المصدر الأوحد نسبياً للمعرفة.
أسباب أخرى أدت للعزوف عن القراءة:
1. الضخ الإعلامي المكثف على موقع التواصل والذي خلق نوع من الملل لدى المتصفح
2. التضليل الإعلامي وكثرة التباس الحقائق: مما يدفع القارئ أو المستخدم على الابتعاد عن ما يجهله .
3. الضغط النفسي: وهو من أهم أسباب العزوف عن القراءة حيث أن الضغوط النفسية تتحكم بإمكانية الشخص على متابعة قراءة نص ما.
4. ضيق الوقت والرغبة في الاختصار
5. انتشار مقاطع الفيديو المصورة والتي سهلت عملية وصول المعرفة دون عناء القراء.
كما تعتبر ثقافة المجتمع سبباً هاماً أيضاً للعزوف عن القراءة وتختلف من شخصٍ لآخر ومن مجتمعٍ لآخر، ويعود ذلك لادراكهم أهميّة القراءة، في حين يجهل البعض الآخر أهميتها في الكثير من المجتمعات.
لم يَعد الإنسان يشعر بفسحةٍ في العيش ، أو التمتع بخلو الذهن كما في الماضي، حيث ان العشر السنين الأخيرة المنصرمة الربيع العربي شكلت عبئاً ثقيلاً على الوطن العربي ككل، كما أن التطور نفسه شكّل ضغطاً على الإنسان، وأثقل كاهله؛ ففي حين أنه ل مُلزمٌ بمجاراة هذا التطور واللحاق به، إلا أن الأوضاع الإقليمية الغير مستقرة لم تعد تساعد على ذلك وكل هذا لم يترك للإنسان العصري، الكثير من الوقت للتمتع بخلوته مع صفحات الكتب؛ ومن هنا يراودني السؤال كيف لساكن خيمة لا ترد المطر ولا السيول في الشتاء ولا تمنع الحر ولا العقارب في الصيف أو لاجئ في البر مشرد أن يتابع قراءة نص مؤلفة من ٧٠٠ كلمة ؟ .