ألم الموت على قيد الحياة ..بقلم : فراس جمعة
اليوم سيكون المقال مختلفا وبلا مقدمات أو تمهيد أو نمط سائد .
فأمطار الخير هطلت علينا نحن الجالسين في بيوت الحجر والإسمنت بجانب المدفئة مع بعض الشاي او القهوة، الأطفال يلعبون، ونحن نفكر بما يمكن أن نتناوله من الطعام، نفتح النوافذ ونقول : ( الله يبعت الخير )
نتصفح مواقع التواصل , ونشاهد أوضاع النازحين المهجرين قسرا من بيوتهم , ونقول : ( يا حرام ... الله يعينهم ... الله يكون معن ... الله يصبرن ... )
وفي نفس اللحظة نتابع الحديث عن الطعام ، وكأس الشاي في يدنا ، وباليد الأخرى أحاول أن أزيد النار اشتعالا في المدفئة، فقد نسي أحد الأطفال الباب نصف مفتوح عندما ذهب للغرفة الثانية من أجل جلب بعض الأكلات له ولإخوته .
عذرا يا أهلنا في مخيمات العز والوقار لا مخيمات الذل والانكسار
مهما تحدثنا ووصفنا وتظاهرنا بأننا تعاطفنا معكم ..
فلن نشعر بتلك الخيم المهترئة، التي غمرتها مياه الأمطار، فأصبح الطين مفرشا وأدوات الطعام فيها زورقا ، لن نشعر بتلك الرياح التي اقتلعت خيمة الأرملة ، فأخذت منها مرهم الأمل على جرح الحياة ،
لن نشعر بالعجزة والمسنين واليتامى تحت أشجار الزيتون، ولن نشعر بصريخ هذه الأشجار التي تشتكي حزنها وبثها عليكم لله ،
و لن نشعر بنخير عظام أطفالكم التي كسرها البرد ،
لا و لن نشعر بتلك الدمعة المخبئةمن حرب سلبت مساكنهم .
أيام ثقيلة ، وقصص ألم كبيرة ، ومعاناة متخمة ببؤس التهجير وشقاء العيش، إنه ألم الموت على قيد الحياة
مهما تكلمت فلن أحي ضمير الإنسانية التي مات ضميرها مع أول طفل مات من البرد