حزن وسط معمعة السعادة وكآبة في غير وقتها ..ماذا تعرف عن المزاجية؟
نور زيدان
من ضمن سلسلة كيف أخرج من هذا المأزق؟
يختلف البشر حول العالم عن بعضهم البعض في أنماطهم وأفكارهم ومُعتقداتهم، وإنَّ لكُل شخصية العديد من الصفات التي تميزها عن الشخصيات الأخرى، بيد أن هناك ثلاثة عشر نوعًا من أنواع الشخصيات أو أكثر، ولكل نوع سماته التي تميزه عن غيره فهناك: الشخصية الفصامية، والشخصية الشكاكة، والشخصية الهستيرية، والشخصية النرجسية وغيرها من الشخصيات التي سنتناولها في مقالات لاحقة.
يمكن تعريف المزاج على أنّه الحالة النفسية أو الشعور السائد الذي يعيشه الشخص، وتعد الشخصية المزاجية من الشخصيات التي يصعب التعامل معها في بعض الأحيان، ويجب التفريق بينها وبين تغيرات المزاج الحادة، فتغير المزاج والانغماس بشعور معين أو أكثر لمدة 15-90 ثانية فقط ثمّ زوال هذه المشاعر بعد الإحساس بها بشكل كاف يُعتبر مزاجية، أما إذا زادت المدة الزمنية عن ذلك أو تملّكت هذه المشاعر من الإنسان بشكل قوي فلا يمكن اعتبارها عرضاً طبيعياً إنما حالة مرضية ولتمييز الشخصية المزاجية عن غيرها نذكر سماتها؛
سمات الشخصية المزاجية:
1. ليست بشخصية عادية أي أن الشخص المزاجي لا تكون ردات فعله أبداً مع المواقف مماثلة لأي شخص عادي.
2. ممكن أن يعاني من أعراض صحية تسبب مزاجيته.
3. تكرر التعرض للتقلبات المزاجية .
4. عدم الخروج من تقلبات المزاج بسهولة .
5. الشخصي المزاجي يفرض عليك أسلوبه ، فقد يجعلك تشعر بمدى مثاليته ثم و بدون مقدمات يتغير سلوكه و يصبح قاسيا في أقواله و أفعاله، و بالتالي يكون التعامل معه في منتهى الصعوبة.
6. متقلب في آرائه عند المواقف التي تحتاج لاتخاذ قرار حاسم.
العوامل المسببة لتقلبات المزاج:
1. التوتر والقلق: وخاصة عند الأشخاص الحساسين الذين يتعرضون للتوتر الدائم بسبب وقائع الحياة اليومية مما يؤدي إلى ردات فعل عنيفة في غالب الأحيان.
2. النوم القليل: وقلة النوم تلعب دوراً كبيراً في تقلبات المزاج حيث ينجم عنه العصبية المبالغ بها على أبسط الأسباب.
3. مرض ثنائي القلب.
4. الاكتئاب: والذي يلعب دورًا بارزًا في إيصال الشخص إلى حالة من المزاجية السيئة وغير المُستقرة، بسبب الشعور الدائم بالإحباط ،ودائمًا ماينصح الشّخص المزاجي بزيارة الطبيب.
إنَّ الشخصية المزاجية من الممكن علاجها بالعديد من الطرق، فلا يمكن غض البصر عن علاج هذه الشخصية؛ وذلك لأن المزاجية من الممكن أن تكون مرض من الممكن علاجه والتخلص منه، وفي الآتي أهم النصائح لهذه الشخصية.
كيف نتعامل مع الشخصية المزاجية ؟
يجب محاولة امتصاص غضبه في حال الغضب والتعامل مع الأشخاص المِزاجيين بهدوء تام خالي من النقاش أو العناد؛ غير أنك يجب أن تكون على استعداد دائم لتغيير طباعه المفاجئة، ولابد من مجاراته وخاصة إذا كان شخصا قريبا منك وأنت على احتكاك دائم به.
كما يجب أن تتحلى بالصبر وتحاول انتظاره حتى يهدأ تم تحاول مساعدته في مواجهة مشكلاته وطرح حلول لها؛ فهو غالباً بحاجة إلى المساعدة، وأخيراً على من يهمه أمر الشخص المزاجي المحاولة المستمرة لتجنب أي سلوك قد يوتره أو يزيد من انفعالاته.
علاج الشخصية المزاجية :
1. مراجعة الدكتور النفسي: وعادةً ما يتم وصف العديد من الأدوية لهذه الحالات، تقوم بتخفيف من حدّة هذه التّقلبات، وأدوية أخرى تُسهم بحلها وعلاجها من الأساس.
2. التخفيف من التوتر من خلال التأمل والاسترخاء واللجوء إلى الله بالصلاة والدعاء أو أخذ حمام ساخن.
3. الحصول على كمية كافية من النوم أقلها 8 ساعات في اليوم الواحد.
4. ممارسة الرّياضة والتي لها دورًا بارزًا في تعديل المزاج، والتخفيف من حدّة التوتر والاكتئاب؛ وذلك لأنها تحفّز هرمون الأندروفين الذي يُحسن المزاج ويُساعد على النوم.
من الطبيعي أن يتغير مزاج الإنسان خلال اليوم من حالة إلى أخرى حيث أن هنالك العديد من العوامل التي تؤثر على مزاج الفرد والتي تتسبب في تغييره، ويجب الانتباه إلى أن المزاجية الشديدة والمتغيرة بصورة سريعة قد تعتبر عارضاً مرضياً يحتاج إلى طبيب، أما المزاجية المعتدلة فيعتبرها بعض المختصين بعلم النفس صفة جذابة في الشخصية لا تشكل فارقا كبيرا في حال استطاع الشخص التحكم في ردات فعله.