مشاجرة تنتهي بحرق و تشريد مخيم للاجئين السوريين في لبنان
دعاء عبد الرزاق
كان صباحاً رمادياً حزيناً ما استفاق عليه اللاجئون السوريون في بلدة بحنين، المنية، شمالي لبنان، بعد تعرضهم لتلك الجريمة العنصرية الموصوفة التي تجسدت بإحراق مخيمهم بأكمله ليل السبت - الأحد، وتشريد عشرات العائلات، من أطفالٍ ونساءٍ ومرضى ومسنّين، هرعوا حفاة، وقفزوا مع أطفالهم فوق الأسوار، هرباً من الرصاص المتطاير وألسنة النيران والانفجارات المتتالية لقوارير الغاز، تاركين خلفهم قصصاً أليمة ورحلة لجوءٍ مريرة لا تطوى فصولها.
وكانت قد ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن شبان لبنانيين أضرموا حريق في مخيم للاجئين السوريين الليلة الماضية، بعد شجار اندلع بين أحد أفراد عائلتهم و”عمال سوريين ، مساء السبت 26/12/2020، تطور إلى حرق المخيم بأكمله.
وخلف ما جرى في المخيم 3 مصابين، وأثار حالة من الغضب والاستنكار الشديدين "للاعتداء الجبان" وفق ما وصفه البعض، إذ "لا يمتّ بأيّ صلة لأخلاق أهل المنية وقيمهم وكرم ضيافتهم".
وفي وقت تعدّدت فيه الروايات حول سبب الخلاف، تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو، تظهر فيها كرات اللهب وأصوات الانفجارات والصراخ، مع كل خيمة تصل لها النار
فيما وصلت فرق الإطفاء وقوات الجيش اللبناني لاحقاً لضبط الأمور بالمنطقة وإنهاء الأشكال بعد تدمير كامل المخيم.
وبدورها أثارت قضية اعتداء اللبنانين على المخيم استهجان السوريين عموماً، حيث علّق هادي البحرة، رئيس وفد المعارضة السورية إلى اللجنة الدستورية في جنيف قائلاً: “حماية اللاجئين وأمنهم وسلامتهم تقع على عاتق الدول المضيفة، والتأكد من ذلك يقع على عاتق مؤسسات الأمم المتحدة التى يفترض أن ترعى شؤونهم وتتأكد من سلامتهم”.
وأضاف: “لا يمكن أن تستمر حالة اللاجئين في لبنان كمعاناة مزمنة، لا بد من أن تقوم الأمم المتحدة بإيجاد حل سريع”.
ومن جهته قال المعارض السوري، عبد الباسط سيدا: “الاعتداء على اللاجئين السوريين في لبنان بات من مألوف عنصرية بعض القوى والتيارات والجهات اللبنانية التي تمارسها لصالح أجندات خارجية، وفي سياق حساباتها المحلية الخاصة”.
وتابع: “ما يتعرض له أهلنا الأعزاء في لبنان بين أحبائنا اللبنانيين المغلوبين على أمرهم، يثير الحزن والغضب، ولا بد له من حل
وبحسب التقارير الواردة بالشأن؛ فإن عدد خيام اللاجئين السوريين التي تم حرقها في منطقة المنية تبلغ 75 خيمة تسكنها عائلات سورية .
وعلى الرغم من أن العمل تمّ استنكاره من قبل جهات لبنانية عديدة سارعت لتقديم يد العون للاجئين السوريين فيه، إلا أنّ الأعمال العنصرية باتت تتكرر ضدهم في لبنان بدون رادع قانوني أو دولي.
ومن الجدير بالذكر بأنها يست المرة الأولى التي يتعرض لها اللاجئون في المخيمات إلى هجمات من قبل لبنانيين بسبب تصرفات فردية، إذ أقدم الشهر الماضي لبنانيون على طرد سوريين من منازلهم وأحرقوها في منطقة بشري في شمال لبنان، بعد مقتل شاب لبناني بطلق ناري على يد شاب سوري