القصور الكلوي يقتل الرضيعة "آيات" جنوب ادلب .
نور زيدان
تتطاير أرواح أطفال سوريا لحظة تلو الأخرى وسط صمت دولي وتجاهل عالمي لقضية الملف السوري، وبغض النظر عن الخسائر البشرية والمادية الأخرى التي تسببها غارات الطيران والقصف المدفعي؛ إلا أن أطفال سوريا كانوا الضحية الأكبر لحرب طاحنة مشتعلة منذ سنوات .
زُف إلينا خبر وفاة طفلة تبلغ من العمر سبعة شهور أمس يوم الاثنين ٣٠ من تشرين الثاني، بعد مناشدات باءت بالفشل ؛ وجهتها عائلتها إلى المشافي التركية من أجل إدخال الطفلة الرضيعة "آيات" لاستكمال علاجها من عدة أمراض حرجة كانت تعاني منها قبل وفاتها.
صراع مع المرض:
توفيت الطفلة ذات السبعة شهور بعد معاناة مع المرض ؛حيث كانت تعاني من عدة أمراض مزمنة منها القصور الكلوي ، وارتفاع السكر في الدم، وفارقت الحياة بعد توقف قلبها تأثراً بأمراضها.
كما قالت أحد ممرضات مشفى شام التخصصي الذي كانت الطفلة "آيات" تتلقى العلاج فيه أن الطفلة كانت مصابة بفيروس كورونا أيضا الأمر الذي زاد حالتها سوءاً
وذكرت لي أن تأزم حالتها تسبب بتوقف قلبها عن العمل عدة مرات ودخولها بغيبوبة قبل وفاتها
لا حياة لمن تنادي :
أطلقت عائلة الطفلة وناشطون معهم عدة مناشدات للسلطة التركية بالضرورة الملحة لإدخال الطفلة "آيات" إلى المشافي التركية لتلقي العلاج اللازم والكافي وذلك بعد توقف قلبها عن العمل ثلاث مرات خلال الأيام الأخيرة من حياتها، وتوقف إحدى كليتيها عن العمل بشكل كامل أيضاً ، فيما عملت الكلية الثانية بنسبة 30 بالمئة قبل وفاتها بساعات.
لكن المناشدات لم تلق أي اهتمام من الجانب التركي ولم يستجب أحد لإدخالها المشافي التركية _وكيف لا والجرح لا يؤلم إلا صاحبه _ لتنتهي قصة بداية حياة الرضيعة آيات التي لم تبدأ بعد لتنتهي بالوفاة والموت بعد صراع مع المرض في شهورها الأولى .
لم تكن "آيات" العصفور الأول الذي يموت بسبب عدم استجابة السلطات التركية لمعالجتها ضمن المشافي التركية، بل هناك العشرات من الحالات المماثلة منهم من قضى مثلها ومنهم من لا يزال حياً ينتظر تأشيرة الدخول أو لحظة هجرته هو الآخر إلى مكان أكثر رحمة ورفقاً به .
يذكر أن الجانب التركي استجاب في أوقات سابقة لإدخال ومعالجة عشرات الحالات من مبتوري الأطراف والأطفال المصابين بأمراض مزمنة وعدد إصابات الحرب وأن ضعف القطاع الصحي شمال سوريا جعلت منه عاجزاً أمام إنقاذ بعض للحالات المزمنة التي تكون بحاجة لطرق علاجية متقدمة أكثر غير متوفرة في الشمال السوري.