التاريخ لن ينساهما.. تركي وزوجته من أصول سورية أنقذا العالم منذ يومين
مع توالي المعطيات عن فقدان حاسة الشم كعرض لعدوى فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد-19” تبرز مؤشرات على أنه أهم حتى من عرض الحمى، مما يطرح تساؤلا عما إذا كان يجب أن نبدأ باستخدام اختبار الشم لتشخيص المرض.
مثلا، تروي نادين فقيه (40 عاما) تجربتها لوكالة الأناضول قائلة “فقدت حاسة الشم والتذوق، وبت لا أستطيع التنفس، ولكن الطبيب طمأنني أنه ليست لدي مشكلة رئوية لكي أبقى في المستشفى، خصوصا أنني شعرت بالأعراض بعد 6 أيام من انتقال العدوى لي”.
والاسم العلمي لفقدان حاسة الشم هو (Hyposmia)، ووفقا لدراسة فإن فقدان هذه الحاسة 4 روائح قد تشير إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد واسمه العلمي “سارس كوف 2”.
وشملت الدراسة 590 مشاركا عبر منصة على الإنترنت، وأجابوا عن أسئلة حول فقدان الشم والتذوق والأعراض الأخرى المرتبطة بـ”كوفيد-19″، ونشرت في مجلة “بلوس ميديسن” (PLOS Medicine).
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يلاحظون فقدانا في قدرتهم على شم روائح الثوم والبصل والقهوة والعطور يجب أن يعزلوا أنفسهم، وأن يطلبوا الخضوع لفحص للكشف عن فيروس كورونا.
ووفقا لدراسة أخرى نشرت أيضا في مجلة “بلوس ميديسن”، فقد بلغت نسبة انتشار فقدان حاسة الشم 25%.
التاريخ سيخلد اسميهما
مع إعلان شركة “فايزر” (Pfizer) الأميركية لصناعة الأدوية وشريكتها شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية “بيونتك” (BioNTech) أن لقاحهما التجريبي للوقاية من مرض كوفيد-19 فعال بأكثر من 90%، يبرز اسم مدير بيونتك أوغور شاهين وزوجته أوزليم توريتشي، فريق الأحلام، فمن هما؟
من أصول متواضعة باعتباره ابن مهاجر تركي يعمل في مصنع فورد في كولونيا، أصبح الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك، أوغور شاهين (55 عاما) من بين أغنى 100 ألماني، إلى جانب زوجته وزميلته عضو مجلس الإدارة أوزليم توريتشي (53 عاما) وفقا لما نقلت رويترز عن أسبوعية “فيلت أم سانتاغ” (Welt am Sonntag).
وقال تقرير رويترز إن القيمة السوقية لشركة بيونتك المدرجة في بورصة ناسداك، والتي شارك الزوجان في تأسيسها، قد ارتفع إلى 21 مليار دولار اعتبارا من إغلاق يوم الجمعة من 4.6 مليارات دولار قبل عام، مع استعداد الشركة لتأدية دور رئيسي في التحصين الشامل ضد فيروس كورونا.
وقال ماتياس كروماير، عضو مجلس إدارة شركة رأس المال الاستثماري “ميغ آغ” (MIG AG)، التي دعمت صناديقها شركة بيونتك منذ إنشائها في عام 2008، متحدثا عن شاهين “على الرغم من إنجازاته، لم يتغير أبدا من كونه متواضعا وأنيقا بشكل لا يصدق”.
وأضاف أن شاهين عادة ما يسير في اجتماعات العمل، وهو يرتدي الجينز، ويحمل معه خوذة الدراجة المميزة وحقيبة الظهر.
سعى شاهين بإصرار لتحقيق حلم طفولته في دراسة الطب ليصبح طبيبا، وعمل في المستشفيات التعليمية في كولونيا، ومدينة هومبورغ الجنوبية الغربية، حيث التقى بتوريتشي خلال مسيرته الأكاديمية المبكرة، وأصبح البحث الطبي وعلم الأورام شغفا مشتركا لهما.
وقالت توريتشي، وهي ابنة طبيب تركي هاجر إلى ألمانيا، في مقابلة إعلامية إنه حتى في يوم زفافهما، خصص كلاهما وقتا للعمل في المختبر.
في 2001 أسسا شركة “غانيمد فارماكيوتيكالز” (Ganymed Pharmaceuticals) لتطوير أجسام مضادة لمكافحة السرطان؛ لكن شاهين -الذي كان حينها أستاذا في جامعة ماينز- لم يتخل أبدا عن البحث الأكاديمي والتعليم.
تم بيع هذا المشروع لشركة “أستيلاس” (Astellas) اليابانية في 2016 مقابل 1.4 مليار دولار. بحلول ذلك الوقت، كان الفريق الذي يقف وراء غانيمد منشغلا بالفعل ببناء بيونتك، التي تأسست في 2008، لمتابعة مجموعة أوسع بكثير من أدوات العلاج المناعي للسرطان.
وأخذت قصة بيونتك منعطفا عندما صادف شاهين في يناير/كانون الثاني ورقة علمية عن تفشي فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية. ثم قامت شركة بيونتك بسرعة بتعيين حوالي 500 موظف للعمل على عدة مركبات محتملة، وفازت بعملاق الأدوية “فايزر” وشركة الأدوية الصينية “فوسن” (Fosun) كشريكين في مارس/آذار.
وقال ماتياس ثيوبالد، أستاذ علم الأورام بجامعة ماينز، والذي عمل مع شاهين لمدة 20 عاما، إن ميله نحو التقليل من شأنه يتناقض مع طموح لا هوادة فيه لتحويل الطب، يتجلى في قفزة الإيمان إلى لقاح كوفيد-19.
وأضاف “إنه شخص متواضع للغاية. المظاهر تعني القليل بالنسبة له؛ لكنه يريد إنشاء الهياكل التي تسمح له بتحقيق رؤاه، وهذا هو المكان الذي تكون فيه التطلعات بعيدة كل البعد عن التواضع”.
تنافس عالمي
بعد أن أعلنت شركة “فايزر” (Pfizer) الأميركية لصناعة الأدوية وشريكتها شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية “بيونتك” (BioNTech) في بيان، الاثنين، أن لقاحهما التجريبي للوقاية من مرض كوفيد-19 فعال بأكثر من 90%، قالت ممثلة لوزارة الصحة الروسية إن لقاح “سبوتنيك في” (Sputnik V) الروسي المضاد لكوفيد-19 فعال بنسبة تزيد عن 90%، فأي اللقاحين ستكون له الغلبة والسبق في تخليص البشرية من فيروس كورونا المستجد؟
قالت أوكسانا درابكينا وهي مديرة معهد بحثي تابع لوزارة الصحة الروسية في بيان “نحن مسؤولون عن مراقبة فعالية اللقاح (سبوتنيك في) وسط المواطنين الذين تلقوا جرعات منه في إطار برنامج التطعيم الجماعي”.
وأضافت “فعاليته تفوق 90% استنادا إلى ملاحظاتنا، وبالنسبة لظهور لقاح آخر فعال.. فهذه أنباء طيبة للجميع”.
المصدر : رويترز