هدنة إدلب تتأرجح ... ضامنان يتجنبان المواجهة المباشرة وفصائل مقيدة حدودها الرد على الخروقات
يزداد المشهد الميداني في مناطق شمال غرب سوريا تعقيداً لمرة أخرى، مع عودة التصعيد من طرف النظام وروسيا بالقصف الجوية تارة والمدفعي بشكل متواصل، في مشهد يبدو أن الهدنة المبرمة بين الضامنين في 15 أذار من العام الجاري بدأت تتلاشى تباعاً، دون التوصل لهدنة جديدة.
التصعيد من طرف النظام وروسيا زادت وتيرته خلال الأسابيع الماضية، وباتت روسيا تقصف ريف إدلب جواً عبر طائراتها الحربية والمسيرات بشكل متكرر، علاوة عن القصف المدفعي للنظام والميليشيات الأخرى الذي تعدى حدود مناطق التماس وبات يستهدف مدناً كبيرة كمدينتي أريحا ومركز المحافظة إدلب.
وجاء استهداف الطائرات الروسية لمعسكر تابع للجبهة الوطنية للتحرير في منطقة الدويلة بريف إدلب الغربي، وهو الفصيل المقرب من تركيا، ليرسم معادلة جديدة في المنطقة - وفق متابعين للملف - معتبرين أن روسيا تسير باتجاه تصعيد الموقف لتمكين ضغط أكبر على الجانب التركي بإدلب، بعد تشابك خيوط ملفات دولية أخرى بين الطرفين منها أذربيجان.
إضافة لذلك استهداف روسيا عبر الجو أو بالقصف المدفعي من طرف النظام بين الحين والآخر نقاط تمركز القوات التركية في جبل الزاوية جنوبي إدلب، حيث سجل استهداف عدة مناطق قريبة من نقاط تمركز تلك القوات، اعتبر أنها بمثابة رسائل روسية تحذيرية للطرف التركي المصمم على إرسال المزيد من التعزيزات للمنطقة.
وذكرت مصادر عسكرية مطلعة لشبكة "شام"، أن الأطراف الضامنة للهدنة التي وصفها بـ "الهشة" منذ توقيعها، لاتريد التصعيد والصدام المباشر، وبالتالي بقاء الوضع بين القصف تارة والضغط سياسياً تارة أخرى، لحين تحقيق مطالب روسيا في المنطقة وربما في مناطق أخرى بينها أذربيجان.
ولفت المصدر إلى أن سحب النقطة التركية في مورك، والتي رفضت تركيا مراراً الحديث عن انسحاب أي نقطة، يشير لوجود تفوق روسي في المفاوضات وأوراق الضغط، ليكون القصف والتصعيد استمراراً للضغط لإجبار تركيا على سحب باقي النقاط بمناطق سيطرة النظام كاملة.
واعتبر المصدر العسكري لـ "شام" أن سحب النقاط التركي من مناطق سيطرة النظام، سيعطي لروسيا أريحية كبيرة في إدارة المنطقة بمفردها، والتملص من أي التزامات مع تركيا بما يتعلق باتفاق "سوتشي" والذي استغلته روسيا لتحقيق مخططها بالسيطرة على المنطقة ومن ثم إنهاء كل التزاماتها.
وأوضح المصدر، أن الطرف التركي يواجه ضغوطات كبيرة ليس من روسيا فحسب وإنما من أطر اف دولية أخرى، وأنها باتت في موقف حرج يدفعها لتعزيز قواتها في المناطق الخارجة عن سيطرة روسيا والنظام بإدلب، لمنع أي تقدم جديد بعد الغدر الروسي بالاتفاقيات الموقعة.
ونوهت المصادر إلى أن الطرف الروسي يحتج على الطرف التركي بأنه لم يوف بالتزاماته بما يتعلق ببنود اتفاق سوتشي المتضمنة فتح الطرقات الدولية وإبعاد الفصائل الراديكالية وإنهاء ملف هيئة تحرير الشام وملفات أخرى، وبالتالي يبرر بذلك نقطه للاتفاق والسيطرة على كامل منطقة الطريق الدولي "أم 5".
وتوقع المصدر استمرار التصعيد المدفعي من طرف النظام، دون تدخل جوي للنظام كونه سيكون عرضة لإسقاط طائراته، فيما ستتولى روسيا عمليات الرصد الجوي والقصف بين الحين والآخر، في حين يبقى دور فصائل المعارضة ضعيف إذ أنها ملتزمة بالاتفاقيات ولا تستطيع اتخاذ أي قرار بالحرب لأن نتائجه ستكون غير محسومة.
وأشار المصدر العسكري إلى أن الفصائل تكتفي بعمليات استهداف أي محاولة تقدم للنظام وروسيا على الأرض، وعمليات الرد الصاروخي والمدفعي على أي خرق، إضافة لتعزيز دفاعاتها وقواتها في مناطق التماس لصد أي تقدم، لافتاً إلى أن خيار الحرب لن يكون في صالح أحد، وبالتالي بقاء المواجهة على هذا النحو لأشهر، لحين توصل روسيا وتركيا لاتفاق تهدئة جديد.
المصدر : شبكة شام