خيام مهترئة يواجه بها النازحون الأحوال الجوية في الشمال السوري
يسكن محمد مع زوجته وأطفاله في خيمة لا تمنع عنهم الظروف الجوية ولا الحشرات أو الزواحف، إذ اهترأت بعدما تسلمها منذ سنتين من إحدى المنظمات الإغاثية، عقب نزوحه من قرية شلخ بريف إدلب إثر تعرض منزله للقصف.
هذه ليست حال محمد وحده، إذ شرح مدير مخيم “الجمعة” الواقع على أطراف بلدة حزانو، بريف إدلب، مالك الجمعة، حالة الخيام التي أُنشئت قبل عام ونصف، وعددها 50 خيمة من نوع “السفينة”، وسعرها منخفض مقارنة بغيرها.
وأوضح مالك الجمعة أن أغلب الخيم حاليًا صارت بالية غير صالحة للسكن ولا تقي حر الصيف، ما يدفع قاطنيها للخروج منها بحثًا عن الأشجار للتفيؤ بظلها تخفيفًا عن أنفسهم من ارتفاع درجات الحرارة.
ووفقًا لما ذكره مدير المخيم، أُطلقت عدة مناشدات للعديد من المنظمات للمساعدة في تأمين خيم، لكن دون استجابة.
مدير مخيم “الزيتون” الواقع على أطراف بلدة كللي، أحمد غيلان، قال لعنب بلدي، “نزحنا 11 مرة منذ ثلاث سنوات حتى الآن، ولا تزال الخيام لدينا نفسها، ولم تستبدل منذ نزوحنا الأول من ريف معرة النعمان الشرقي”، وأضاف أن وضع الخيام الحالي يُرثى له، وغير ملائم للسكن.
وتحدث غيلان عن محاولات عدد من العائلات لصيانة الخيام عبر خياطتها ووضع القماش على أماكن الثقوب والاهتراء، لكن هذه المحاولات لم تعد تفلح.
ويبلغ عدد العوائل التي تقطن في مخيم “الزيتون” 66 عائلة، بينما يبلغ عدد الخيام في المخيم 55 خيمة، وعدد الخيم البالية المتهالكة 40 خيمة، بحسب غيلان.
وطالب غيلان جميع المنظمات والجمعيات بمساعدة الأهالي ليتمكنوا من تبديل خيامهم.
محدودية إمكانية استبدال الخيم
مسؤول فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، قال لعنب بلدي إن نسبة الخيام المهترئة في إدلب تقدر بـ65%، وهي غير صالحة للسكن بسبب اهترائها الناتج عن عوامل جوية متنوعة سواء الحرارة أم البرودة.
وأوضح أن أغلب المنظمات توزع خيامًا من نوع “السفينة”، وتتسم هذه النوعية بأنها لاتدوم طويلًا وتحبس الهواء داخلها، مبينًا أن أكثر الخيام تعرضت للحريق والاشتعال سواء في فصل الصيف أم في الشتاء، وهي “غير مقاومة” للهجمات الجوية الشتوية كالبرودة وانخفاض درجات الحرارة والأمطار الغزيرة والرياح والعواصف.
وأشار حلاج إلى أن أكثر من 95% من الخيام بحاجة إلى عوازل، و”في كل عام نطالب بهذا الموضوع، ولكن تكون الاستجابة ضعيفة جدًا”.
ما هي خيم “السفينة”؟
توجد أكثر من نوعية للخيام، وتعتبر “السفينة” الأسوأ بينها، وهي خيمة منخفضة الأطراف، بحسب قاسم محمد، وهو لوجستي في جمعية “عطاء للإغاثة الإنسانية”.
وأضاف اللوجستي لعنب بلدي أن الخيمة مكان إقامة العائلة، وفيها تطبخ وتقوم بكل نشاطاتها، وعند الطبخ يكون القماش قريبًا من النار ولا يوجد مكان للتهوية، ما يتسبب بالحرائق.
ومع حلول فصل الشتاء تعزل المنظمات الخيام، لكن لا يمكن عزل خيام “السفينة”، لعدم وجود أعمدة التثبيت، وحتى عزل الأرضية لا يكون محكمًا بشكل جيد.
مخيمات إدلب
يعيش أكثر من مليون نازح في نحو 1300 مخيم في الشمال السوري، ويعانون من ظروف صعبة تتمثل بارتفاع الحرارة الشديد في الصيف، والبرودة الشديدة في الشتاء، بحسب إحصائية “منسقو استجابة سوريا”، في 28 من آب الماضي.
وبلغ عدد المخيمات الكلي 1293 مخيمًا، يقطنها مليون و43 ألفًا و689 شخصًا، بينها 382 مخيمًا عشوائيًا يقطنها 185 ألفًا و557 شخصًا، و911 مخيمًا نظاميًا يقطنها 858 ألفًا و132 شخصًا.
ويوجد في المخيمات 19 ألفًا و102 من ذوي الإعاقة، وعشرة آلاف و146 أرملة (نساء دون معيل).
ويعتمد 2.8 مليون شخص من مجموع السكان البالغ عددهم 4.1 مليون نسمة (76% منهم من النساء والأطفال) في شمالي سوريا على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتهم الأساسية، مثل الغذاء والماء والملجأ والرعاية الصحية والتعليم، بينما يبلغ عدد النازحين داخليًا 2.7 مليون شخص.
المصدر : عنب بلدي