الإنترنت والكهرباء أكبر تحديات التعليم عن بعد في الشمال السوري
يعيش الشمال السوري ظروفا مشابهة لباقي مناطق العالم لجهة توقف التعليم بسبب تفشي فيروس "كورونا"، والخوف من التجمعات وإصدار قرارات تقضي بإغلاق المدارس والجامعات ومتابعة التعليم عن بعد. ويبلغ عدد الطلاب الذين تأثروا بهذا الظرف نحو 500 ألف طالب وطالبة؛ 90 ألف طالب وطالبة يتبعون لتربية حلب، و400 ألف في إدلب، 7000 في اللاذقية، موزعين على 1255 مدرسة، 285 في حلب و936 مدرسة في إدلب، و34 في اللاذقية، بحسب إحصائية سابقة لفريق "منسقو استجابة سوريا".
ولمواجهة هذا التحدي، عملت عدة جهات مانحة للقطاع التعليمي مثل "منظمة "بنفسج" على ابتكار طرق حديثة لمواصلة التعليم من قبيل "التعلم عن بعد"، وتهدف لاستمرار التعليم في الشمال السوري خلال وجود الطلاب في منازلهم وتعتمد على "الإنترنت" بشكل أساسي. ويعتمد التعليم على التواصل اليومي بين المعلمين والطلاب، والتكليف عبر وسائل التواصل الإجتماعي عبر منصتي "واتساب وتلغرام".
تقول إحدى المعلمات في الشمال السوري فضلت عدم ذكر اسمها لبلدي نيوز: "تجربة التعلم عن بعد غير مجدية في هذه المرحلة بشكل كافي، لعدم توفر الكهرباء وضعف الإنترنت وغياب الرؤية الاستراتيجية بشأنها، وخاصة في القرى والبلدات في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي". وأوضحت أن العمل يقتصر على تطبيقات "سكايب، واتس آب، تلغرام"، وأنه لا يمكن الاستمرار في هذه الطريقة العشوائية.
وأضافت: "كثيرا من المدرسين لم يتفاعلوا مع التجربة وانسحب كثير من الطلاب من مجموعات الدروس الإلكترونية بسبب الصعوبات الكبيرة وحداثة التجربة، وعدد قليل من الطلاب نجحوا في التواصل، وهؤلاء تتوفر لهم الظروف المناسبة من إنترنت وتيار كهربائي، لكن نسب الطلاب المتفاعلين قليلة".
من جهته وصف مدرس مادة الرياضيات "محمد القاسم" تجربة (التعليم عن بعد) بأنها جيدة حيث قال: "طريقة التعليم الإلكتروني قد تكون أفضل من الحرمان التام، إذ نواجه مشكلة في شبكة الانترنت وعدم امتلاك الأطفال أجهزة خاصة بهم، تمكنهم من الرجوع للدرس بأي وقت". وأشار إلى أن الطلاب شغلوا فراغهم في وقت العطلة باستكمال الدراسة، مشددا على ضرورة تنظيم تقنيات الامتحان الإلكتروني من مديرية التربية الحرة، والعمل على إيجاد البرامج التقنية التي توفر الجهد على الطلاب، والتي من شأنها أن تصلح لاستكمال المنهاج في حال استمرت الإجراءات الوقائية من فيروس "كورونا".
وكانت "الحكومة السورية المؤقتة" اتخذت سلسلة من الإجراءات الاحترازية في مواجهة انتشار الفيروس، عبر تعليق الدوام المدرسي والجامعي، إضافة إلى إغلاق المعابر التي تربط مناطقها بمناطق سيطرة النظام وقوات سوريا الديمقراطية. في حين تقوم مديريتي صحة حلب وإدلب بحملات توعية في المدن والمخيمات بالشمال السوري، لتعريف الأهالي بفيروس "كورونا" وطرق الوقاية منه،
المصدر : شبكة بلدي الاعلامية