“الحالات الباردة” ضحية الاستنفار الطبي في الشمال السوري
أدى انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) إلى استنفار الطواقم الطبية في مناطق الشمال السوري، لتؤجل عشرات الحالات الطبية الباردة والعمليات الجراحية غير العاجلة، وفقًا لبيانات صدرت عن عدد من المشافي والمراكز الطبية.
ونشر المجلس المحلي في مدينة اعزاز وريفها، في 27 من آذار، تعميمًا قرر من خلاله إغلاق العيادات الخارجية وتأجيل العمليات الجراحية الباردة، وذلك حفاظًا على صحة المواطنين بحسب التعميم، ليلحق بمجموعة من المشافي في محافظة إدلب ومنطقة عفرين. وأصدرت إدارة معبر باب الهوى، في 27 من آذار الحالي، بيانًا موجهًا إلى القطاع الطبي في الشمال السوري، ومدراء المستشفيات والمنظوممات الإسعافية، تلقت عنب بلدي نسخةً منه، قال فيه إن الجانب التركي من المعبر أبلغه بإيقاف استقبال أي حالة مرضية لنقلها إلى داخل الأراضي التركية وحتى تاريخ 31 من آذار.
وطلبت إدارة المعبر في بيانها من القطاعات الطبية المذكورة اتخاذ التدابير والإجراءات لاستيعاب الحالات الإسعافية. ما الحالات الباردة؟ وقال مدير المركز الطبي في مشفى إدلب المركزي، الطبيب أحمد صطوف، لعنب بلدي، إن الحالات الباردة تنقسم إلى قسمين، الأولى هي العمليات الجراحية التي لا يؤثر تأجيلها على صحة المريض، كعمليات استئصال اللوز والزوائد اللحمية وانحراف الوتيرة، أو سحب الأسياخ من العظام، والقسم الثاني هو الحالات المرضية الخفيفة والتي لا تحتاج إلى مراجعة المستشفيات، كالأمراض الاعتيادية.
وحول اتخاذ قرار العمليات، قال صطوف إن القرار يعود للطبيب المسؤول عن الحالة المرضية، أما الحالات الإسعافية فيعود قرارها إلى طاقم الإسعاف نفسه، مشيرًا إلى أن العيادات تعمل بالحد الأدنى في الوقت الحالي. خيم للفرز وتطبيب عن بعد وأنشأ مشفى “أطمة الخيري” خيمًا خاصة لفرز الحالات وقسمها إلى قسمين (قسم إسعافي وقسم غير إسعافي). وأشار مدير المشفى، الطبيب مهيب قدور، إلى أن التعامل يكون مع كل مجموعة على حدة وفقًا للإمكانيات المتاحة.
وقال قدور لعنب بلدي إن المشفى سيطلق في غضون أيام خدمةً تجريبية للطبابة عن بعد عبر الإنترنت، لتلبية حاجات المرضى من الحالات الباردة. آخر تحديثات التجهيز لكورونا وتلقت وحدة التنسيق والدعم 900 فحص للكشف عن فيروس “كورونا”، على دفعتين. وتسلمت الوحدة (ACU) الدفعة الأولى، في 26 من آذار، وبلغ عددها ثلاثة “كيتات” لاختبار الفيروس تكفي لـ300 مريض فقط، ثم حصلت على 600 فحص آخر. والدفعة الثانية استلمتها الوحدة من منظمة الصحة العالمية.
ويبلغ عدد السكان الإجمالي في الشمال السوري، أربعة ملايين و352 ألفًا و165 نسمة، 50% منهم سكان مقيمون، و49% من النازحين والمهجرين قسريًا، وفق إحصائية فريق “منسقو الاستجابة” في كانون الأول 2019. وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من “انفجار” عدد حالات الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في سوريا. وبحسب المنظمة أصيب حتى اليوم 575 ألف و444 حالة “بالكورونا”، توفي منهم 26 ألفًا و654 شخصًا. وشفي حتى الآن 75 ألف و576 شخصًا، بحسب موقع “Gis And Data”، الذي تديره جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية للأبحاث والبيانات.
المصدر : عنب بلدي