إدلب الى أين ؟؟
لمى العيسى
مع التقدم الوحشي الذي يحققه النظام في إدلب بالرغم من كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها من قبل ( نظام أسد – إيران – تركيا – روسيا ) إلا أنه بعد أن يأخذ الشعب القليل من بريق الأمن والأمان، يعود وينكث في اتفاقياته ويحرز تقدمه. لتضم منطقة ادلب الشمالية بعد سلسلة من سيناريوهات الاتفاقيات الوهمية ما يقارب 1041233 نازح في بقعة لا تتجاوز حدودها ما يقارب 3350 كم مربع شمالي إدلب وغرب شمال حلب.
في هذا التعداد السكاني الكبير يجعل المنطقة أكثر خطورة من قبل وسهلة المنال والسقوط ، حيث أصبحت كزناد في مقبض القاتل مما يجعل البنى التحتية التي تحتوي تعداد سكاني كبير أكثر عرضة للاستهداف (كالمشافي - المدارس – الأسواق ....إلخ ) في حين أن العالم أجمع يقف صامتاً وكأنه يعبر عن دعمه الفعلي لما يرتكبه النظام السوري وشركاؤه بشعبه أبشع الجرائم حرباً.
بينما تعيش إدلب اليوم الشتات بين الحياة والموت كلاهما أمرّ من الثاني، فالأول يتجلى في منح الحياة اسماً، بسبب الفساد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي ازداد أكثر من أي وقت مضى. و مع حرق جميع المحاصيل الزراعية في إدلب ما قبل النزوح الأخير أصبح السوريون اليوم شبه معدومين من الإنتاج الزراعي ، في حين أن تجار الحروب الذين يستغلون هذه الأوضاع في احتكار البضائع والمواد الغذائية والغير غذائية بالإضافة الى الارتفاع في أسعار الصرف في السوق السوداء التي تلدغ كل من يحاول الاقتراب منها مما يجعل السوريون اليوم البلد المهدد بمجاعة محققة . ففي غفلتنا عن افتقادهم للمأوى وأن البعض منهم يعيشون في الطرقات والأماكن العامة ليكون التشرد هو السمة الأساسية في حياتهم في حين أن نسبة التسول تزداد بنسبة40 %.
لترتعش إدلب في هذه اللحظات المأساوية الأكثر رعباً ومرارة، فبالنظر إلى الوضع عن كثب نجدها مأساة متكاملة مليئة بالمخاطر الإنسانية في أكثر من بند.
1- الفورة الشبابية وحماس المراهقين واندفاعهم للدفاع عن أرضهم وأعراضهم يجعل تقدم الصغير قبل الكبير فمعظم شباب اليوم الذين يقاتلون لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً فما فوق ليكون تجنيد الأطفال اليوم هو الواجب الأساسي للدفاع عن هذه الأرض في ظل هذا الصمت.
2- تسرب الأطفال في مختلف الفئات العمرية من المدارس لينتهي بهم المصير في العمل ليترأسوا حمل المسؤولية والإنفاق على أسرهم بينما جزء آخر تطرق الى التسول بحثاً عن سبيل للعيش ليكونوا جزاً من مخاطر التسرب المدرسي وعمالة الأطفال لينشأ أجيال بعيدة كل البعد عن العلم والمعرفة.
3- بينما يستغل تجار الأعضاء هذه الفرصة لحصد الأموال على حساب الشعب المكلوم والفئة المستضعفة الفاقدة لأي سبيل للعيش في هذه الظروف والباحثة عن شق امل وأمان في هذه الحياة. مع تقدم هذه الأحداث في 6 مارس عقد اجتماع بين بوتين وأردوغان وطرأ وقف إطلاق النار على خط التماس بعد تكبد جيش النظام هذه الخسائر إلا أنه هناك أمور مخفية لم
يتم الكشف عنها وبقيت تحت طاولة الاجتماع بعيدة عن أعين الشعب. في حين تقف الفصائل المعارضة ساكنة: منهم من قرر الفرار واللجوء ومنهم من باع الموقف والأرض بقليل من المال. أي أن هذه البقعة الصغيرة أصبحت كرة بأقدامهم في تنازعهم ومحاولة كل فصيل فرض سيطرته عليها ومحاولته في أسر واغتيال إخوتهم من الفصائل الأخرى ناهيك عن الأسرى لديهم والمفقودين الذين لم يفصحوا عنهم، مما أدى الى سخط الشعب على جميع هذه الفصائل التي تبيع أرواحهم وتأكل حقوقهم . وتسير الخطة في توزيع دوريات تركيا روسيا على طريق M4 من غرب سراقب إلى عين الحمرة، في 15 مارس.
بينما يسعى أسد وراء حلمه في تحرير إدلب كافة وأنه أعطى فرصة عام كامل لنا، لتصعد مستشارة أسد بعد اجتماع بوتين وأردوغان بيومين وتؤكد من حتمية تحرير أريحا وجسر الشغور وعلى فتح طريق M4 ( اللاذقية – حلب ) . مع العلم بأنه لا يوجد أي بند يمنع من استئناف المعارك بإدلب وماهي إلا هدنة مؤقتة لتعزيز قوات النظام وحشدها لتخرج الدولة اليوم والشعب بعد كل هذا العراك محطمين ممزقين مدمرين .
المصدر : صدى المجتمع المدني