منذ بداية إعلان الاتفاق "التركي الروسي" الأخير حول وقف إطلاق النار شمال غرب سوريا، شاب الاتفاق المذكور غموض كبير في مصير المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي "M4"، تتضمن مناطق "جبل الزاوية وأريحا وجسر الشغور وسهل الغاب"، وحتى اليوم لم تتوضح تفاصيل ذلك الاتفاق حولها.
ومن هنا، فإننا كنشطاء وفعاليات مدنية ثورية شمال غرب سوريا، نؤكد رفضنا القاطع لسلخ أي منطقة محررة من أهلها، وتسليمها للنظام وروسيا بموجب أي اتفاق، ونطالب الجانب التركي بدعم الفصائل المقاتلة لاستعادة ماتم احتلاله مؤخراً، لضمان عودة المدنيين إليها.
إن أي إشراف روسي على المنطقة الواقعة جنوب "M4" يعني سيطرة للنظام وروسيا، وبالتالي تأكيد تصريحات النظام في اقتراب السيطرة على أريحا وجسر الشغور وجبل الزاوية، في حال طبق الاتفاق، وهذا لايتناسب مع مطالب ملايين المدنيين في المنطقة.
إن موقف الجانب التركي ووقوفه في صف الأهالي والمدنيين بإدلب وريفها موضع تقدير وشكر، ولكن الوثوق بروسيا والنظام لايمكن أن يكون فيه أي خير للمنطقة وحتى للقوات التركية فيها، وما استهداف نقاط المراقبة ببعيد.
ونود الإشارة إلى أن سيطرة روسيا على تلك المناطق، سيمنع مئات آلاف المدنيين من العودة لها، وبالتالي حرمانهم من مناطقهم، في وقت ستزيد معاناتهم الإنسانية على الحدود وفي مناطق النزوح، وهذا سيكون له تبعيات كبيرة على الطرف التركي.
وختاماً: إن الاتفاقيات السابقة التي وقعت عليها روسيا تؤكد بشكل قاطع أنها لم ولن تلتزم بأي حدود للسيطرة وماحدود سوتشي والنقاط التركية ببعيدة، وبالتالي سيكون وصولها للمنطقة بداية التضييق على مناطق شمال الأوتستراد الدولي وصولاً لباب الهوى في وقت لاحق وهذا لن يكون في صالح تركيا ولا المدنيين في المنطقة.
المصدر : صدى المجتمع المدني