شذراتُ نفسٍ على دربٍ طويل!
من نفسي إلى نفسي وكل نفس تمر من هنا!
انشغالٌ كبير...
أتقحم نفسك بإرادتك بعجلات الحياة لغرضٍ ما؟!
أم أدخلتك الحياة دون إرادتك في عجلاتها التي تدور وتدور؟
يفلتُ الوقت من يديك كحبات رمل بين أصابع متباعدة؟!
تحوم في رأسك مئات الأفكار وتدرجها ضمن برنامجك الأسبوعي،
ويمضي الوقت
وفجأة تقفز إلى ذاكرتك تلك الأفكار لتكتشف أن قد مضى أسبوعان وثلاثة عليها ولم تشعر؟!
حياتُكَ أصبحت فسيفساء صاخبة بين
العمل.. المنزل...الذهاب...الإياب...الاجتماعات... الندوات...الدورات...القراءة...النوم...ومستقطعات الوقت للصلاة والأذكار...
لحظة!
تمهّل قليلاً...
اخرج مما أنت فيه!
اخرج قليلاً من دوامتك...
اضغط "pause" لفيديو الحياة الذي تعيشه غارقاً فيه!
أسكت كل (الشركاء المتشاكسون)! الذين ينهشون حياتك نهشاً..
واذهب إلى هناك...
نعم هناك...
إلى ذاك الركن القصيّ بداخلك..اخلد بأقصى مكانٍ فيه...
انزوِ هناك وابحث عنها...
أين هي؟
ذاتُك! روحُك!
تلك التي أنهكْـــتَها بتفاصيل استهلكَـــتْها حدّ التعب..
تلك الوديعة التي سيستردّها مالكها وقتما يشاء دون سابقِ إنذار!
استفسر عن أحوالها...ربّت عليها...
واسألها ما بال بوصلة الطريق من تلك التفاصيل التي غزتك وتملكتك؟
أين المسير؟
ما الهدف؟
ماذا عن التوافق بين سير حياتك وهدفها؟
ما الغاية من كل ذلك؟
أتراك تتخبط في حياتك وتمشي مكبّاً على وجهكَ دون أن تشعر؟!
أم تعلم أين موقعك وأين المسير وتمشي "سوياً على صراط مستقيم"؟
ماذا عن الذي خلق الموت والحياة ليبلوَكم؟!
هل بعملك هذا تسابقُ لتكونَ ممّن أحسن عملاً؟
ماذا عن الذي أعطاك العقل والمنطق والقدرات وبعثك إلى هذه الأرض ليرى ما تصنع!
ما عن الذي استودعك قدراتٍ و طاقاتٍ تهدّ بها الجبال إذا استخدمتها بحجمها حقاً؟
أين أنت من تلك القدرات المكنونة والمواهب التي أودعها الله فيك؟
فكّر مليّاً... ركّز... اصدق مع نفسك..
واضبط بوصلتك من جديد..
من المؤكد أنك ضبطتها من قبل!
ولكن لا بد من وقفة... بين فينة وأخرى...
ترى فيها أين أنت من هدفك
ونواياك من عملك...
مسيرك من تطلعاتك..
تصالح مع ذاتك...
اعرف موقع هدفك من حياتك ونفسك!
جدد نيتك بكل تلك التفاصيل والأعمال...
وانطلق....
عندها سيعود لكل شيء معنى أكبر...
فيزيائياً: الحياة نفسها بذات التفاصيل...
ستزاول الأعمال نفسها وبنفس الانشغال
لكن...
روحيّاً...معنوياً: لا ليست نفس الحياة
شتّان بينهما...
ستعود راحةٌ لا يعدلها راحة...
قلب راض... بهجة خالصة...وأجرٌ جارٍ من جديد لكل ما تزاوله.
ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلماً لرجل هل يستويان مثلاً؟
وكيف لهما أن يستويان مثلاً؟!
سلم روحك وتفاصيل حياتك له...
أخضع شركاءك المتشاكسين لنواياك وهدفك... شذّبهم ليصبحوا عونَك لا ضياعَك و فناءَك...
ستعود لتصبح سلَماً له وحده..
أعرفته؟
الخالق.. الرؤوف.. الرحيم....العظيم...
الذي ينتظرك هناك.. عندما تنتهي رحلتك...
سيكلّمك ليس بينك وبينه ترجمان!
مجرد رحلة... مسألة وقت...
طالت أم قصرت... ستنتهي!
ها هي محطتك!
أتراها؟
ها هي تلوح لك من بعيد!
وتنتظرك بلهفة!
ألمحتها؟
أم أنك تراها وتوقن بها ولكنك قد تشيح بوجهك وتتجاهلها!
هل سراب المسافات جعلك لا تدرك بعدها أم قربها؟!
لكنه أخبرك عنها جل جلاله... (إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً)!!
إنه قريب مهما بعد...
فكلّ آتٍ قريب!
فأيقظ نفسك وأحط بحياتك..
أدرك قضيتك واكشف قدراتك... استخدمها...
وجِّهها..
عندها فقط ستذوق اللذة الحق التي يكافَأ بها الذين انسجمت حياتهم وتطلعاتهم... دنياهم وآخرتهم...
ولترفع رأسك عالياً إلى السماء ونادِ :
يـــــارب...
أنا على عهدك ووعدك ما استطعت...
فاسكب عليّ... توفيقك
ورضاك
واجعل خاتمتي جنتك...
ملك...
---------
2017-03-09
الشهيدة المهندسة ملك خبية
المصدر: موقع صدى المجتمع المدني