معرض إدلب للأعمال اليدوية.. مبدعين مع وقف التنفيذ | صدى
نور زيدان
أطلقت دار الثقافة والمعارف في منطقة إدلب شمال سوريا الأمس ١٧ أكتوبر معرضاً بعنوان "معرض إدلب للحرف اليدوية"، يضم عدداً كبيراً من الفنانين وأصحاب الحرف والمهن اليدوية كصناعة الفخار ولوحات الموزاييك والريزن والنحت على الخشب والنسيج وغيرها من الصناعات اليدوية .
وفي مقابلتنا مع أحد المشاركين وهو فنان يحترف نحت الخشب وصناعة التحف الخشبية منذ سنوات يقول السيد "عبد الكريم السيد علي": عملي الأساسي الحفر على الخشب و حاليا عم اشتغل صواني خشبية ولوحات خشبية، لوحات مكتب، مضايف ،تعلمت حفر الخشب في مدينة حلب منذ عام ٢٠٠١ تقريبا وبسبب الأوضاع انقطعت عن عملي لكن منذ سنتين تقريبا عدت لمهنتي من جديد".
ويضيف:" عملي يشمل اللوحات والتحف وإن الأوضاع الاقتصادية في المنطقة أدت إلى ضعف في حركة البيع والشراء ، إذ أن الناس لا تجد ثمن قوت يومها ولا يملكون ثمن قطعة خشبية" وعلى هذا النحو يشرح لنا السيد عبد الكريم كيف يعاني في بيع تحفه الفنية رغم جمالها، إذ تتراوح أسعار القطعة الواحدة بين 10 و٢٥ دولار أمريكي، وأشار إلى أنه يعمل أيضاً بمحل أكياس بلاستيكية لتغطية تكاليف المعرض وتأمين الأدوات .
وأردف:" عملي يمر بعدة مراحل وقد تحتاج القطعة الواحدة إلى أسبوع كامل حتى تنتهي أو أكثر حسب نوعها ، وكان عملي الأساسي بحفر غرف النوم والكراسي ولكن التكلفة العالية حصرت عملي في نحت القطع والصمديات متوسطة التكلفة".
يذكر أن تدهور الأوضاع المعيشية في الشمال السوري أثرت سلبا على حياة الكثيرين من أصحاب الأعمال وخاصة أصحاب المهن والحرف اليدوية، حيث يتركز جل اهتمام الناس حول أساسيات الحياة من مأكل ومشرب و مبيت، مما جعل مهنة الأشغال اليدوية مهنة شاقة لما تحتاجه من تعب ودقة وزمن طويل للإنتاج في ظل ظروف معيشية صعبة .
والجدير بالتنويه أن إدارة المعرض قد أوقفت انطلاق المعرض اليوم حداداً على تدهور الأوضاع في غزة في فلسطين، هذا وكانت قد قامت بتأجيل المعرض عدة مرات قبل ذلك بسبب الوضع الأمني والقصف الذي تعرضت له مدينة إدلب في مطلع شهر أكتوبر الجاري، الأمر الذي يزيد من مشقة الطريق أمام أصحاب الحرف ومن ينتظرون الفرص حتى يعرضوا أشغالهم اليدوية لكي يأمنوا من خلالها مصدر معيشي ولو كان بسيطاً.