لإحياء معاني التكافل...تجمعات وطن للإفطار في شمال غرب سوريا
مع وصول اليوم الأول من شهر رمضان المبارك إلى شمال غرب سوريا ، استقبله المسلمون حول العالم بالفرح والزينة والأغاني التقليدية. ومع ذلك، بالنسبة لأم أحمد، الأم الحزينة التي فقدت أطفالها في الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في فبراير، كان الألم لا يزال قائماً.
وسط تحديات الصراع والنزوح، تعمل وطن، بلا كلل للتخفيف من معاناة المتضررين وتزويدهم بالإغاثة التي هم في أمس الحاجة إليها خلال هذا الشهر الكريم. من خلال تجمعات الإفطار الجماعية، لا تعالج وطن فقط الاحتياجات الفورية للمجتمعات الضعيفة ولكن أيضًا تستعيد إحساسهم بالمجتمع والتضامن.
بدعم من المانحين والداعمين والمنظمات العالمية، وصل تأثير وطن إلى مئات العائلات المحتاجة.وسلط بلال الموسى، عضو فريق وطن لتنفيذ نشاط الإفطار، الضوء على أهمية تجمعات الإفطار الجماعية التي أقيمت في مخيمي الهلبة والسحارة شمال إدلب.
وذكر أن الهدف من هذه التجمعات هو تخفيف الذكريات المؤلمة للزلزال والمساعدة في استئناف الأنشطة والتقاليد التي كانت تقوم بها العائلات، مثل التجمع مع الأقارب والأصدقاء للفطر بعد يوم كامل من الصيام. هذا لا يوفر الغذاء للعائلات الجائعة فحسب، بل يعيد أيضًا الإحساس بالحياة الطبيعية والعمل الجماعي خلال هذا الشهر الخاص.
حتى الآن، استفاد 560 شخص من هذا المشروع، بفضل الدعم السخي من قبل المتبرعين لـ “وطن”.كما تحدث منسق الاستجابة أحمد بربور عن توزيع الطرود الغذائية على العائلات المتضررة في مركز الإيواء في بلدة الجينة شمال إدلب. هذه المبادرة هي انعكاس للتضامن الإنساني والتعاون في تخفيف معاناة الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة والمؤلمة.
من خلال المساعدة في الوقت المناسب والموجهة، تحقق وطن تأثيرًا ملموسًا في توفير المواد الغذائية الأساسية للأسر الضعيفة، ومنحهم الأمل والإغاثة خلال شهر رمضان.أعربت أم أحمد ، وهي أم ثكلى فقدت أطفالها في الزلزال، عن امتنانها لجهود وطن في توفير الراحة خلال هذا الوقت الصعب.
وذكرت أن حفل الإفطار الجماعي سمح لها أن تنسى للحظات آلام خسارتها وأن تكون محاطة بمجتمع داعم لها. كما أعربت عن تقديرها للطرود الغذائية التي قدمتها وطن ، والتي ساعدت في تخفيف عبء إعالة أسرتها خلال شهر رمضان.
شارك بلال الموسى، عضو الفريق التنفيذي في وطن ، وجهة نظره حول أهمية نشاط الإفطار في استعادة الإحساس بالحياة الطبيعية للأسر المتضررة. وأشار إلى أن رؤية الابتسامات على وجوه الأطفال والأسر وهم يفطرون سويًا تذكير قوي بصلابة وقوة الشعب السوري.
كما شدد على دور المانحين لـ “وطن” وداعميه في جعل هذا التأثير ممكناً وأعرب عن امتنانه لدعمهم المستمر.كما أكد أحمد بربور ، منسق الاستجابة ، على أهمية التضامن والتعاون في الجهود الإنسانية. وأشار إلى أن توزيع وطن للطرود الغذائية يعد خطوة صغيرة ولكنها ذات مغزى في تلبية الاحتياجات العاجلة للأسر المتضررة من الزلزال.
كما أعرب عن تقديره للمنظمات العالمية والجهات المانحة التي تقدمت لدعم جهود وطن ، مؤكداً على أهمية استمرار التعاون في إحداث فرق في حياة المجتمعات الضعيفة.في خضم التحديات التي يواجهها المتضررون من النزاع والزلزال في شمال غرب سوريا ، تجلب جهود وطن خلال شهر رمضان المبارك الأمل والإغاثة لمئات العائلات من خلال الإفطار الجماعي.