عاصفة هوائية تقتلع أكثر من ثلاثين خيمة سكنية في الشمال السوري
مصطفى النجاري - صدى
ضربت يوم أمسٍ عاصفة هوائية مناطق شمال غربي سوريا، وتسبّبت في اقتلاع أكثر من ثلاثين خيمة سكنية في ست مخيمات منها خمسة تم إنشاؤها حديثاً لإيواء متضرّري الزلزال ضمن منطقة جسر الشغور، ممّا تسبّب ببقاء المئات من هذه العوائل في العراء والتي كانت قد التجأت إلى المساكن المؤقتة خوفاً من زلزال آخر قد يدّمر منازلهم.
يقول "محمد أشقرو" وهو أحد الناشطين ضمن منطقة جسر الشغور في حديثه لموقع صدى: (هربوا من بيوتهم بعد الزلزال ولجؤوا إلى خيم كانوا يظنوها أكثر أماناً، أتت عاصفة شديدة اقتلعت خيامهم الآمنة وأعادتهم بلا مأوى مرة أخرى، هذا حال الناس اليوم، بدون مأوى ولا أمان).
أمّا "محمد رزو" وهو أحد المقيمين ضمن المساكن المؤقتة المنشأة حديثاً بعد كارثة الزلزال فتحدث لموقع صدى قائلاً:
بعد الساعة الواحدة ليلاً بدأت العاصفة التي أدّت إلى اهتزاز الخيمة الضعيفة التي لا تقوى على رد العاصفة، لم تستطع عائلتي النوم ولا يوجد مكان آخر نلجأ إليه، قضينا الليل بشدّ الحبال على الخيمة وتثبيتها بأوزان ثقيلة، ويتابع رزو: ربما شعرنا بالخوف أكثر من يوم الزلزال، لأننا شعرنا بأننا وصلنا للنهاية.
يُذكر أن المنظمات العاملة في شمال غربي سوريا قد عملت على إنشاء المراكز المؤقتة في العديد من المناطق المتضررة من الزلزال في ريفي حلب وإدلب.
"محمد قطيني" وهو أحد قادات الفرق الميدانية في منظومة وطن يتحدث لصدى قائلاً: قمنا بإنشاء (14) مركز إيواء مؤقت للناجين من كارثة الزلزال في مناطق شمال غربي سوريا، والتي شملت مناطق عديدة منها (جسر الشغور – الأتارب – جنديرس – عفرين - أريحا – سرمدا – أطمة – كللي – صوران). ويتابع قطيني حديثه: يعيش المئات ضمن تلك الخيم القماشية التي لا تحفظ لهم دفئاً ولا تقيهم شر البرد ولا تمنحهم الخصوصية، ولكنها ملجأهم الوحيد الأكثر أمناً في الوقت الحالي.
وأكمل قطيني قائلاً: نظراً لحاجة السكان للمأوى بدأت فرقنا ضمن برنامج المأوى والمواد غير الغذائية بتوزيع سلل الطوارئ التي تشمل توزيع الأغطية والإسفنجات والمواد الأولية التي تستطيع أن تؤمن بعض الدفء لساكني تلك الخيم القماشية.
وبحسب منسقو استجابة سوريا فإن أزمة إيواء كبيرة تشهدها مناطق شمال غرب سوريا عقب الزلازل الأخير في المنطقة، مع ارتفاع كبير في أعداد النازحين في المنطقة والذي تجاوز عددهم أكثر من (189,84) بينهم (55,362) نازحاً ضمن مراكز الإيواء المنتشرة في المنطقة.
الجدير بالذكر أن العاصفة الهوائية قد سبقها هزة ارتدادية بقوة 4.5 ريختر تسببت في خروج الآلاف من المدنيين إلى الشوارع والطرقات العامة والبقاء فيها خوفاً من أي هزات ارتدادية في المنطقة، كما تخلت آلاف العائلات عن مساكنها غير المتضررة واختارت البقاء في المناطق الخالية المنخفضة خوفاً من أي حالة تدمير جديدة للمنازل والتي تحتاج معظمها إلى عمليات فحص هندسي للتأكد من صلاحيتها.