الطفلة ذات الست سنوات في عمر الزهور وتنحدر من مدينة معرة النعمان المحتلة، تُعاني من إعاقة منذ الولادة( ضمور في الدماغ ) ومع أنها تعافت منه بشكل جزئي في الشهور الأولى من عمرها لكنه أثّر على نموّها الطبيعي كما أنها أصبحت تُعاني من بعض الصعوبات في حاسة النطق.

تُحدّثنا والدة رانيا عن حالتها: كانت رانيا تعاني من مشكلة التأقلم مع وضعها ونوع إعاقتها وشعورها المستمر بالنقص الذي يميزها عن باقي الأطفال من عمرها والرفض المستمر للعب مع باقي الأطفال إلى أن جاء فريق وطن وقاموا بزيارتنا في البيت، وهنا بدأت قصة النجاح.

في بداية الأمر رفضت رانيا الحضور للمركز قائلةً:(لا أستطيع تنفيذ الأنشطة لأني معاقة) ولكنها لما سمعت كلام الفريق وتشجيعه لها ومثابرته على إقناعها جاءت بنفسها وطلبت مني الذهاب معها إلى المركز، وبدأت رانيا بحضور الجلسات والأنشطة في المركز، وكان نشاطها الأول في مركزنا وهو تلوين شخصيات أهلاً سمسم ورسم بعض الشخصيات المحببة مثل شخصية( إلمو وبسمة وغيرها من الشخصيات) وكذلك من الأنشطة التي مارستها في المركز: نشاط المتاهة، وبالرغم من صعوبة الحركة لديها إلا أنها بدأت تشجّع نفسها لكي تكون جزءً من أفراد هذا النشاط، وبدأ أصدقاؤها في المركز يشجعونها ويساعدونها على التحرّك، فرأينا الفرح قد غزا تراسيم وجهها البريء والبسمة لا تفارق شفتيها الناعمتين، وتضيف الأم: أنها بدأت تطبيق ما تعلمته في البيت، ورويداً رويداً أصبحت حياتها تتغير نحو الأفضل، وتتابع الأم قائلة: صارت تنتظر موعد الجلسات كل يوم بشغف كما أنها اكتسبت بعض الأصدقاء في المركز.

أما شعور رانيا بعد الجلسات وصفته لنا:(كتير بحب أصدقاء أهلاً سمسم ورح صير في المستقبل دكتورة واساعد الأطفال المعاقين).

وختمت والدتها قائلة: الأنشطة المطبقة في المركز كانت رائعة وتتناسب مع إعاقة رانيا ولم تشعر بأي صعوبة أثناء تطبيق الأنشطة.