هل نجحت روسيا بإلغاء المساعدات العابرة للحدود..؟
تحاول روسيا وحكومة النظام، الضغط على المجتمع الدولي، من أجل إدخال المساعدات إلى مناطق شمال سوريا، من خلال معابر خاصة تربط مناطق إدلب بمناطق النظام.
وتريد روسيا من تلك العراقيل تسليم ملف المساعدات لنظام الأسد، وبالتالي يكون هو المسؤول عن إدخالها للشمال السوري الخارج عن سيطرته، عبر خطوط التماس، لتكون المساعدات “عابرة للخطوط” وليست “للحدود”.
هذه الخطوة التي رفضها مجلس الأمن والأمم المتحدة في الأعوام السابقة، باتت أقرب إلى تحقيق غايتها بعد أن دخلت مساعدت إنسانية عدة مرات من مناطق النظام بإتجاه إدلب، الآمر الذي حذرت منه العديد من المنظمات المدنية العاملة في مناطق شمال سوريا.
يدرك الجميع أن المستفيد الوحيد من إدخال المساعدات عبر معابر تابعة للنظام وميليشياته هي حكومة الأسد التي استولت طيلة الأعوام الماضية على مساعدات الأمم المتحدة بهدف توزيعها على عناصرها والميليشيات الإيرانية.
وأظهرت العديد من المقاطع المصورة والصور الخيام والشوادر والمواد الغذائية التي تحمل شعارات الأمم المتحدة، موجودة ضمن مقرات عسكرية للميليشيا، وكان آخرها التدريبات العسكرية التي أجرتها فرقة النمر التابعة لسهيل الحسن والمدعومة من روسيا، والتي اظهرت شوادر للأمم المتحدة تستخدم من أجل التدريب على القفز المظلي.
وكانت مصادر محلية أكدت دخول قافلة مساعدات إنسانية يوم الأربعاء/30مارس، عن طريق الأمم المتحدة من مناطق سيطرة نظام الأسد نحو المناطق المحررة شمالي غرب سورية.
وبحسب المصادر فإن القافلة دخلت ظهر اليوم الأربعاء، عبر معبر مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة نظام الأسد في ريف إدلب الشرقي.
وتضم القافلة التي ترعاها الأمم المتحدة 14 شاحنة تضم مساعدات إنسانية وغذائية، ووصلت إلى مستودعات الإغاثة الأممية في منطقة سرمدا بريف إدلب الشمالي.
وأفاد المصدر أن عدة سيارات كبيرة تحمل مواد غذائية مصدرها مكتب الأمم المتحدة WFP في دمشق، دخلت للمناطق المحررة، على أن تقوم بتفريغ حمولتها ضمن مستودعات إغاثية بريف إدلب، ليتم توزيعها لاحقاً من قبل منظمات شريكة لبرنامج الأمم المتحدة على المدنيين هناك، وهي المرة الثالثة التي تدخل للمناطق المحررة عبر مناطق النظام.
من جانبها قالت "إدارة المعابر" التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، في بيانٍ لها على معرفها الرسمي في تليغرام، إنه "تم دخول شاحنتين قاطرة مرفوع عليهما شعار الهلال الأحمر السوري من مناطق سيطرة النظام باتجاه المناطق المحررة، وسيتم دخول قافلة أخرى خلال الساعات القادمة، مضيفة أنه "سيتم نقل جزء من المستودعات التابعة لبعض المنظمات الإنسانية الدولية من مناطق سيطرة النظام السوري في حلب إلى المناطق المحررة، ومن ثم سيتم توزيع المساعدات التي تصل من خلال معبر باب الهوى الحدودي إلى جميع المناطق حسب خطة متفق عليها"
ودخلت القافلة بحماية من عناصر أمنية تابعة لـهيئة تحرير الشام، وواصلت الشاحنات مسيرها إلى مستودعات خاصة في إدلب، ليتم توزيعها لاحقاً من قبل منظمات في المنطقة (شريكة لبرنامج الأمم المتحدة) على النازحين والمستحقين من المدنيين.
ويأتي هذا بموجب قرار مجلس الأمن 2585 الذي صدر بتفاهم أميركي – روسي في يوليو (تموز) الماضي، وسمح بتسليم المساعدات «عبر الخطوط» بين مناطق النفوذ، إضافة إلى المساعدات «عبر الحدود» من تركيا.
في حين كانت أول قافلة عابرة للخطوط دخلت للشمال السوري، في أغسطس/ آب الماضي، مكونة من 15 شاحنة، دخلت على دفعتين، حيث شقت طريقها إلى مستودعات إغاثية قريبة من منطقة “باب الهوى” الحدودية مع تركيا.
ووفي السياق، قال فريق منسقو الإستجابة في بيان له، إنه منذ تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2585 /2021 وحتى آذار 2022، بلغت عدد الشاحنات الإغاثية الواردة عبر خطوط التماس مع النظام السوري 43 شاحنة تحوي مساعدات غذائية فقط.
واضاف أنه في حين تجاوزت عدد الشاحنات الإغاثية الواردة عبر معبر باب الهوى الحدودي أكثر من 10000 شاحنة تحوي مساعدات إنسانية متنوعة في المأوى والصحة والتعليم والغذاء.
وأكد البيان على أهمية استمرار دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى مناطق الشمال السوري، بعيداً عن خطوط التماس مع النظام السوري للعديد من الأسباب أبرزها مماطلة النظام السوري في تسهيل وصول المساعدات وعدم شموليتها للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في المنطقة.
وحذر من خطورة إغلاق المعابر الحدودية مع تركيا وذلك بسبب الأوضاع الإنسانية في المنطقة وما يترتب عليها من ارتفاع كبير في أسعار المواد والسلع الغذائية وعجز السكان المدنيين على تأمين احتياجاتهم بشكل كامل.
وأشار إلى أن فكرة إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا هو بمثابة انتحار جماعي للسكان المدنيين في المنطقة، و يتوجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي الوصول إلى تلك المرحلة.
ويعيش في مناطق شمال غربي سوريا نحو 4 ملايين ونصف المليون نسمة، نصفهم نازحون من مناطق مختلفة في سوريا، ويقيمون في مخيمات عشوائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، ويعتمدون في معيشتهم، على المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من «برنامج الأمم المتحدة»، ونحو 83 في المائة منهم يعيشون تحت خط الفقر.
المصدر : قاسيون