(الحقيقة- المقابلة).. فيلم سوري يتناول تلاشي العلاقات الأسرية في بلدان اللجوء
حصل فيلم (الحقيقة-المقابلة ) للمخرجة والكاتبة السورية "مارسيل العيد" على "جائزة هيباتيا الذهبية" كأفضل فيلم عربي في مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة الذي أنهى فعالياته منذ أيام، وهي الجائزة الثانية التي تمنح لها من المهرجان ذاته بعد أن حصل فيلمها "الحقيقة" عام 2018 على الجائزة الذهبية وجائزة النقاد، ويعتبر الفيلم الجديد استكمالاً لفكرة فيلمها الأول التي تدور حول تأثر العلاقات الأسرية في ظل تغيب الزوج تحت غطاء العمل.
تنحدر "مارسيل العيد" من دمشق عاشت متنقلة ما بين أبو ظبي وتورنتو وهذا التنقل الجغرافي أضفى على شخصيتها حالة من التناغم والانفتاح على الآخرين فلديها قطعة من كل مكان -كما تقول لـ"زمان الوصل"- مضيفة أنها تخرجت من جامعة "كامبريدج" كلية أعمال وتسويق في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتولت بين عامي 2009 و2011. منصب نائب مدير لجنة أبوظبي للأفلام. وفي عام 2012 عملت مع وحدة التاريخ الطبيعي في محطة BBC وخلال تلك الفترة عملت على وثائقي بعنوان wild Arabia ، كما تم تعيينها عام 2012 كمديرة مشروع "افتح يا سمسم" في أبوظبي، وفي عام 2014 كتبت وأخرجت فيلمها القصير "A Letter" قبل انتقالها إلى كندا ، حيث أخرجت وكتبت 4 أفلام قصيرة هي "الحالة" و "الرؤية" و "التاريخ" و "الحقيقة" التي جالت العالم وتم تصويرها في كندا بين عامي 2016 و2018.
وبالتساوق مع السينما كانت لديها تجربة في الكتابة الأدبية ولديها مدونة ونشرت مجموعتها القصصية (من هنا) عام 2015 كما تعمل على إنجاز رواية طويلة.
وحول فكرة فيلمها "الحقيقة- المقابلة" أشارت المخرجة التي تعيش في "تورنتو" إلى أن هذا الفيلم هو بمثابة جزء ثان لفيلم أنجزته منذ أعوام بعنوان ( الحقيقة) وهو عبارة مقابلات مع سيدات يعشن في كندا مع أطفالهن بعيداً عن رجالهن الذين ابتعدوا ليتمكنوا من تأمين سبل العيش لأسرهم، ولكن هناك أسباباً أخرى تقف وراء هذا الإبتعاد تكشفها تفاصيل الفيلم في جزئه الثاني، ففي الحالة الطبيعية لا يستطيع الرجل أو المرأة أن يكونا بعيدين عن بعضهما وعن أولادهما كل هذا الوقت الذي يمتد لشهور وسنوات أحياناً.
ولفتت المخرجة مارسيل إلى أنها صورت فيلمها "المقابلة- الحقيقة" بطريقة تجعل منه فيلماً مستقلاً عن الجزء الأول، مضيفة أن الفيلم يحكي عن ردة فعل الرجال حيال ما اعترفت به نساؤهم والحقائق التي تقف خلف فكرة البعد، واستدركت أن الرجال أرادوا من خلال الفيلم أن يظهروا أنهم مع عائلاتهم بأفضل حال وأن هذا البعد لم يؤد إلى أي مشاكل ولكن خلف هذا الإنكار كان هناك وجه آخر تحاول كل عائلة إخفاءه وهو واقع موجود في مجتمعاتنا وهو ما دفعها-كما تقول- إلى تجسيد هذه الفكرة في فيلم سينمائي وأردفت أن "هذا البعد من شأنه أن يحدث شرخاً في العائلات حتى ولو كان السبب هو العمل وجني المال فالرجل يشعر وكأنه زائر لعائلته ومع الوقت تتلاشى العلاقات الأسرية ويزداد الشرخ العائلي.
وأكدت صانعة الفيلم أن فيلمها لا يهاجم الرجال بل يعطي وجهة نظرهم لمعضلة البعد عن أسرهم ولماذا هذا البعد وما الأسباب التي أدت إلى ضعف العلاقات الأسرية.
فيلم بلا حوار أو نص
وكشفت المخرجة القادمة من دمشق أنها صورت فيلمها دون نص ووضعت مخططاً له لافتة إلى أنها كانت ترى الفيلم منجزاً قبل أن ينتهي، وهذا ما ساعدها على اتباع الخطوات التي تحتاجها للتصوير، واثنت العيد على أبطال فيلمها وهم "أسامة خير" و"رضا شلمون" و"رجا خوري" مضيفة أن أسامة هو الوحيد من بين أشخاص الفيلم الذي كانت لديه تجربة تمثيلية في المسرح في سوريا، ولكنها المرة الأولى التي يؤدي فيها دوراً بلا نص أو سيناريو أو حوار، أما الباقون فليسوا ممثلين ولكنهم أحبوا الفكرة واقتنعوا بها وأحبوا أن يكونوا جزءاً منها.
وكشفت مارسيل أنها عانت قليلاً في مهمة إيصال الممثلين إلى حالة تقمص الدور المرسوم لكل منهم، لافتة إلى أن في داخل كل شخص من هذه الشخصيات جزء ببسيط من الشخصية المجسدة، ولكن الشخصيات الأصلية لا تشبههم أبداً، وكان هذا الأمر بمثابة تحدٍ لها ولهم -كما تقول- والمفارقة أن كل ممثل منهم صور في يوم مختلف عن الآخر وضمن كادر مغاير ودون أن يعرف ما هي الأسئلة التي ستطرح عليه وهذا ساعد-حسب قولها- في إحداث عنصر المفاجأة في الفيلم.
المصدر : زمان الوصل