ليلى ذات الثلاث سنوات.. أكثر من عام على الاختفاء وأمل اللقاء مستمر
“كان اختفائها فاجعةً لا تحتمل، وصاعقةً أذهلت قلبي قبل عقلي، وتركتني أعيش بحسرتي وحيرتي إلى اليوم، ولم أعد أملكُ شيئاً يخص ليلى إلا الصور، بعد اختفاء الأثر” كلماتٌ يرددها السيد محمود الحجي والد الطفلة ليلى تحكي فيها ملامحُ الحزن بوجهه قبل لسانه عن هول الموقف ومرارة الفقد.
كانت الطفلة ليلى الحجي تبلغ ثلاث سنوات من عمرها يوم فقدها فتاةٌ بعمر الزهور وتغلب البراءةُ وملامح اللطف على جميع تفاصيلها، وكانت تملأ أركان المنزل بضحكاتها وألعابها، بينما والديها يرسمون الأمنيات والأحلامِ مع كل خطوة تخطيها، ويعملون على تربيتها “كل شبر بنذر”
تنحدر ليلى من بلدة جوباس التابعة لريف محافظة إدلب الشرقي وهي طفلةٌ ولدت في ظروف الحرب وعايشتها وبدأت تكبرُ مع أحداث عصيبة كانت تعيشها محافظة إدلب آنذاك وانتهى بها المطاف إلى أن فقدت وسط ظروف غامضة يحكيها والدها وفي عينيه الكثيرُ من الحزن وقلبه مليء بأمنيات اللقاء.
“كنا في زيارة عائلية إلى بلدة اسقاط القريبة من مدينة سلقين في ريف إدلب الغربي في السادس عشر من شهر تشرين الأول لعام 2020 حينها كان كل شيء على ما يرام حتى فقدت ليلى فترة بعد الظهيرة وبدأت مشاعر الخوف والريبة تنهال علينا”
“بدأنا نفتش عن ليلى بالجوار وفي منازل الجيران لم نترك مكاناً قريباً إلا وبحثنا فيه يمر الوقت بسرعة لكن في قلوبنا نشعر أن الدقيقة أصبحت ساعة فليلى بعيدةٌ عن أعيننا ونجهل مصيرها كثفنا عمليات البحث في البلدة والغابات المجاورة واستعنا بمواقع التواصل الاجتماعي المختصة وغرف الأخبار لكن دون جدوى”
كانت الليالي تمر على عائلة ليلى كأنها جحيم، اليوم الأول والثاني وحتى اليوم لم تعثر العائلة على أية دليل يوصلهم بليلى ولا حتى نبأ يحمل لهم بصيص أمل وليس هناك سوى تساؤلات لم تجد أجوبة بعد تدور في مخيلة والدي الطفلة، “هل لا تزال بخير ؟ تأكل؟ تشرب؟ تنام جيدا؟ تشعر بالدفء!؟”.
يقول والد الطفلة أنه جرب كافة الوسائل الممكنة للبحث عنها “وجدنا حذاء ليلى على مقربة من مكان اختفاءها بعد عشرة أيام من فقدانها لتعود التساؤلات والحيرة تدور في أذهاننا اعتقدنا أن ليلى خطفت ننتظر اتصالات الخاطف وبدء عمليات التفاوض لكن لم تكن تلك الأفكار صحيحة إلى اليوم لم تتواصل أية جهة معنا بشأن ليلى ونحن لم نتهاون في البحث، فتشنا الآبار والغابات والأسواق ونشرنا صورها في كل مكان ونعيش على أمل اللقاء يوماً ما”
يمر وقت العائلة بعد أكثر من سنة على فقدان ليلى صعيباً وحضور ليلى في أحاديث وذكريات العائلة يومي تجلس العائلة يشاهدون صور ليلى وبعض الفيديوهات الملتقطة للذكرى خلال سنواتها الثلاثة التي شاركت حياتهم بها ويستذكرون تلك الأيام “لا تزال ضحكة ليلى تطوف في أرجاء المنزل أحاديثها وصعوبة نطقها وخطواتها وكل حركاتها لا تزال بيننا ونحلم باليوم الذي سيجمعنا مجدداً”
الجدير ذكره أن الشمال السوري يشهد خلال السنوات الفائتة العديد من الحالات المشابهة من فقدان الأطفال واختفائهم العائد للكثير من الأسباب منها ما يعود لحركة النزوح الهائلة التي شهدها الشمال السوري والتجمعات السكنية العديدة التي شيدت هناك والتي منها مخيمات ضخمة تضم آلاف العوائل.
المصدر : المركز الصحفي السوري