ماذا يحدث مستقبلًا للطفل الذي يتعرض للتعنيف والإساءة ؟
أجرت جامعة “أوكلاند” النيوزيلندية دراسة عن تأثير الأحداث السلبية في طفولة الإنسان على صحته عند البلوغ، وشملت الدراسة ثمانية أنواع من المِحن في مرحلة الطفولة، هي الإساءة العاطفية، أو البدنية، أو الجنسية، إضافة إلى وجود العنف في أثناء التنشئة في المنزل، وإساءة استخدام المخدرات، والمرض النفسي، والطلاق، أو تعرض أحد أفراد الأسرة للسجن.
وتشير الدراسة التي نشرها موقع “Science Daily” العلمي، إلى أن المعاناة حتى من نوع واحد فقط من مِحن الطفولة، مثل وجود أحد أفراد الأسرة في السجن، أو مشاهدة العنف بين الأشخاص في المنزل، ترتبط بزيادة خطر تدهور الصحة النفسية للفرد.
وحلّل العلماء نحو ثلاثة آلاف رد على استبيان طرحوه في الدراسة التي شملت العنف الأسري في نيوزيلندا عام 2019، والتي أظهرت ارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين عانوا الاعتداء العاطفي أو الجنسي، أو الذين شهدوا عنفًا بين الأشخاص، أو الذين ينتمون إلى أسرة يتعاطى أفرادها المخدرات.
كما ارتفعت احتمالات الإصابة بـ”الربو” في حالة تعاطي المخدرات، أو من يعانون مرضًا نفسيًا، أو حالة طلاق في الأسرة، إضافة إلى تأثير المِحن في مرحلة الطفولة على النمو العصبي والهرموني، ومسارات الالتهاب، والقدرات المعرفية والاجتماعية والعاطفية، والميل إلى سلوكيات خطرة مثل تعاطي المخدرات.
ووفق الاستبيان الذي طرحته الجامعة، فإن نحو 45% من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، لم يبلغوا عن أعراضهم لأي أحداث سلبية في مرحلة الطفولة، بينما شهدت الأغلبية حدثًا واحدًا على الأقل، في حين أبلغ نحو الثلث عن أكثر من حدث.
ونُشر البحث بعنوان “استكشاف العبء الصحي لتجارب الطفولة السلبية المتراكمة والمتنوعة في نيوزيلندا: نتائج دراسة قائمة على السكان”، في مجلة إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم.
وعلّق الباحثون على نتائج الدراسة، أنه “يجب أن توفر حافزًا لإنشاء مبادرات وقاية وتدخّل واسعة النطاق”، وأكدوا الحاجة “إلى استراتيجيات تعالج أوجه التفاوت الاجتماعي والاقتصادي، مع أنها لا تخفف من حدة آثار التجارب الضارة في مرحلة الطفولة بالكامل”، بحسب الموقع