إن مرحلة الطفولة المبكرة هي من أهم المراحل في حياة الإنسان، كونها حجر الأساس لصقل الشخصية وتطويرها، وذلك لأنّ نموّه في هذه المرحلة يكون سريعاً في مختلف نواحي النمو الجسدي والاجتماعي والعاطفي والأخلاقي والفكري، وكذلك تنمية مهاراته اللغوية والرياضية وغيرها من الإجراءات اللازمة لحل كل مشكلة، وفي هذه المرحلة يشهد الإنسان العديد من التغيّرات التي يمكن أن تطرأ عليه كطفل. 
بغض النظر عن التقسيمات الكثيرة لمرحلة الطفولة المبكرة من قبل العاملين في هذا المجال، سواء من عمر يوم أو سنة أو سنتين وحتى عمر خمس سنوات أو ست أو ثمان سنوات، إلا أننا سنتكلم عن مرحلة الطفولة المبكرة في هذا المقال كتالي: 
•     تمتدّ مرحلة الطّفولة المبكّرة من الولادة إلى عمر ثماني سنوات.
•     تعتبر فترة الطّفولة المبكّرة أهمّ المراحل في حياة الإنسان، والأساس لمستقبله.
•     يتطوّر 90% من دماغ الإنسان في السّنوات الخمس الأولى من حياته.
•     يلعب الأهل دورًا أساسيًّا في دعم التّطوّر السّليم للطّفل. 
•     تخلق كلّ تجربة جديدة يقوم بها الأهل مع طفلهم روابط جديدة في الدّماغ ممّا يطوّر قدراته المختلفة.
يتأثّر الطّفل كثيرًا في الطّفولة المبكّرة بالمجتمع المُحيط به الّذي يشمل الأهل والاقارب والمعلّمين والأصدقاء أو أيّ شخص يتفاعل مباشرةً معه

هل سمعت عن مكونات الرعاية الفعالة:
هي خمس مكونات يمكن أن نعددها ونشرحها بما يلي: 

1 – الصّحّة الجيّدة:
المحافظة على صحّة طفلك الجسديّة والنّفسيّة، بأنْ تتابع اكتساب طفلك للوزن والطّول، وسلامته من الأمراض، والتّأكّد من تناوله الطّعام الصّحّيّ، وحمايته من الأخطار المنزليّة والبيئيّة

2 – التّغذية الكافية:
تقدم كلّ ما يخصّ تغذية طفلك المناسبة لعمره وحاجاته اللازمة لنموّه السّليم، مثل الرّضاعة الطّبيعيّة فقط - إن أمكن- لمدّة لا تقلّ عن ستة أشهر، وتوفير جوّ ممتع وقت الطّعام، والسّماح له باستكشاف الطّعام بيديه، وبإطعام نفسه، ومراجعة الطّبيب في حال كان وزن طفلك منخفضًا أو زائدًا عن الطّبيعيّ

3 – رعاية الأطفال: 
مراقبة حركات طفلك وأصواته وإيماءاته وطلباته اللفظية والاستجابة لها. وتكون باللعب مع طفلك والّتواصل البصريّ المستمرّ، واستغلال أنشطة يوميّة بسيطة، مثل تغيير الحفاض، لتتحدّث مع طفلك، وتنظر في عينيه وتستمتع بقضاء الوقت معه

4 – التّعلّم المبكّر: 
استمرارية التّعلّم المبكّر في كلّ من لحظات اليوم، فعند قضائك وقتًا مع طفلك واللعب معه والقراءة له يتشجّع الطّفل على التّعلّم بشكل أكبر

5 – السّلامة والحماية:
فالسَّلامة والحماية تقيان طفلك من المخاطر الجسديّة والنّفسيّة اّلتي غالبًا لا يستطيع طفلك حماية نفسه، مثل العنف الجسديّ واللفظيّ والجنسيّ والإهمال من داخل العائلة أو خارجها، والحفاظ على سلامته العامّة من الحوادث أو المخاطر

وأخيرا يمكننا القول 
بأن مرحلة الطفولة المبكرة من اهم المراحل في حياة الانسان لذا على مقدمي الرعاية الاهتمام بالأطفال وبناء جسور من الثقة والحوار والنقاش والاستجابة بينهم وبين أطفالهم، وهذا البناء السليم ينعكس على تطوره ونموه بشكل صحيح مما يزيد من فرص نجاحه في المستقبل.

المصدر : برنامج عائلات اهلا سمسم