تقرير دولي يرصد ارتفاع معدل انعدام الأمن الغذائي "الجوع" في سوريا
أصدر "الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر"، تقريراً تحدث فيه عن ارتفاع معدل انعدام الأمن الغذائي "الجوع" في سوريا، بمقدار 400 ألف شخص خلال النصف الأول من العام الحالي.
وأوضح التقرير، أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والذين هم في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية في سوريا، قد وصل إلى 12.8 مليون شخص، بزيادة أكثر من 60% مقارنة بالعام الماضي.
وتحدث التقرير عن إطلاق "خطة عمل طارئة في سوريا" بسبب الجفاف، ورصد انخفاضاً غير مسبوق في منسوب مياه نهر الفرات، ما أدى إلى تناقص اثنين من أهم خزانات المياه في سوريا بشكل كبير، وانخفاض القدرة على إنتاج الطاقة.
ونقل التقرير عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو)، أن المزارعين يواجهون تحديات في الاستعداد لموسم الزراعة المقبل بسبب نقص السيولة والحصول على الائتمان، في حين تتزايد أسعار المدخلات مثل الأسمدة والوقود، وتوقعت "فاو" أن يكون الوصول إلى البذور صعباً، كما ستكون جودة البذور رديئة مع معدلات إنبات منخفضة بسبب الانخفاض الكبير في حصاد الموسم الحالي.
وسبق أن قال برنامج "الأغذية العالمي" في بيان له، إن سوريا واحدة من بين تسع بلدان معرضة لخطر شديد من جراء التغيرات المناخية، لافتاً إلى أن عشر سنوات من الأزمة المدمرة، والانهيار الاقتصادي الحاد، دفع إلى انعدام الأمن الغذائية لأكثر من 12 مليون شخص في سوريا.
وأوضح البرنامج الأممي، أنه دون اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن ملايين السوريين اليوم هم معرضون لخطر الجوع، وذكر أن الأمم المتحدة حذرت من أزمة المياه الأخيرة والظروف الشبيهة بالجفاف التي تؤثر على البلاد.
ولفت إلى أن نحو 40% من المناطق الزراعية المروية لم تعد قادرة على الاعتماد على توافر المياه، وسبق أن تحدث أن 90% من العائلات السورية، تتبنى استراتيجيات تأقلم سلبية للبقاء على قيد الحياة، تعتمد على تقليل كمية الطعام الذي يأكلونه، شراء أقل، والدخول في الديون لشراء الأساسيات.
وسبق أن قال مسؤول في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن السوريين يعيشون "أسوأ ظروف إنسانية منذ بداية الأزمة"، وذلك بعد عشر أعوام على بدء الحراك الثوري المطالب بالحرية ومواجهة النظام بحرب شاملة ضد الشعب.
وأوضح ممثل البرنامج ومديره الإقليمي في سوريا، شون أوبراين: "لقد تسببت الأزمة في خسائر فادحة للشعب السوري. ففي كل يوم، يدفع بالمزيد والمزيد من السوريين نحو الجوع والفقر، وتواجه الأسر خيارات مستحيلة"