واقع التعليم في مدارس إدلب وحلب بين الخصخصة وغياب الدعم ..بقلم : فراس جمعة
بداية قبل الخوض في واقع التعليم للمدارس الواقعة في شمال غرب سوريا (إدلب وريفها وريف حلب) يجب علينا معرفة ما يلي:
• ماهي المدارس العامة ؟
• ماهي المدارس الخاصة ؟
• ما هو القاسم المشترك بين المدارس العامة والخاصة ؟
• ماهي الميزات والعيوب للمدارس العامة والخاصة ؟
• واقع المعلم في غياب الدعم .
• هناك بعض الأسئلة التي بحاجة الى إجابات.
١ . المدارس العامة:
هي المدارس التي تقدم خدمات التعليم بشكل مجاني لجميع الطلاب الذكور والإناث وفي كافة المراحل الابتدائية، الإعدادية، الثانوية وهي تابعة لمديريات التربية والتعليم من حيث الإشراف والمتابعة والدعم بشكل مباشر أو عن طريق وجود شريك في الدعم (كالمنظمات بالوقت الحالي).
٢. المدارس الخاصة:
مدارس مستقلة في (الإنشاء – التجهيزات – المكان – الكتلة المالية – الرسوم المفروضة على الطلاب- الوسائل المقدمة) يتم تجهيزها والعمل بها من قبل شركات أو أشخاص لديهم رؤوس أموال، وبذلك تصبح المدرسة الخاصة منشأة من القطاع الخاص، وهي تقدم التعليم لجميع الطلاب في كافة المراحل الابتدائية، الإعدادية، الثانوية، وفي بعضها التعليم ما قبل سن المدرسة.
٣ . ما هو القاسم المشترك بين المدارس العامة والخاصة ؟
كلهما يتبع إداريا إلى مديرية التربية والتعليم من حيث (التوجيه – المتابعة – الافتتاح في بداية العام – نهاية العام الدراسي – العطل الرسمية – العطل في حالات الطوارئ – معايير قبول تسجيل الطلاب – معايير النجاح والرسوب – المنهاج المدرسي المقرر – الوثائق الرسمية للطلاب – معايير اختيار المعلمين – الخطة السنوية المقررة لعمل المدارس)
٤. ماهي الميزات والعيوب للمدارس العامة والخاصة ؟
أ- ميزات المدارس العامة:
- التعليم مجاني .
– المصاريف المدرسية بسيطة جدا .
– قبول جميع الطلاب بدون قيود .
– انتشارها في جميع المناطق والقرى .
– تقديم الكتب بشكل مجاني .
– مراعاة وجود المراحل الدراسية من الابتدائية والاعدادية والثانوية بنفس المنطقة .
– تعين المعلمين حسب معاير مديرية التربية – دمج جميع الطلاب " الفقراء – الأغنياء – متوسطي الدخل " ضمن نفس الصفوف .
ب - عيوب المدارس العامة:
- قلة الدعم مقارنة مع المدارس المدعومة وهذا ما يؤدي الى ضعف جودة التعليم .
– الكثافة الطلابية ضمن الصف قد تصل الى أكثر من 50 طالب في الحلقة الأولى .
– تغير الكوادر التعليمة والإدارية بشكل مستمر بسبب غياب الدعم , بحيث تسعى هذه الكوادر الى التحاق بالمنظمات ذات الاجر المرتفع أو الى المدارس الخاصة ذات الاجر المتواصل .
– البناء القديم بتجهيزاته .
– عدم توفر وسائل النقل للطلاب .
– انخفاض رواتب المعلمين في حال تأمينها .
– قلة الوسائل التعليمة .
– المرافق الخاصة غير مناسبة لأعداد الطلاب - قلة وسائل التكنولوجيا أو غيابها .
– ندرة استخدام أساليب التعليم الحديثة بطرقها ومناهجها .
– اعتماد قسم من الطلاب على الدروس الخصوصية
– ضعف المتابعة .
– انعدام التكاليف التشغيلية .
- حصر التعليم في سن السادسة للقبول ، و ندرة المحفزات المادية للطلاب .
٥- ميزات المدارس الخاصة:
الأعداد النموذجية ضمن الصفوف وهذا ما يؤدي الى ارتفاع جودة التعليم والسماح لجميع الطلاب بالحوار والمناقشة والاستفسار .
– توفر وسائل النقل
– الكوادر التعليمية والإدارية نوعا ما مستقرة أكثر من المدارس العامة بسبب استمرار الدخل وعندم انقطاعه صيفاً كنوادي صيفية وشتاءً عام دراسي كامل.
– معاير القبول للطلاب تبدأ من سن الرابعة كمرحلة رياض الأطفال والفترة التحضرية في سن الخامسة قبل دخول صف الأول .
– البناء الحديث بتجهيزاته وأدواته وربما توفر الحدائق والملاعب في بعض المدارس .
– تنوع الوسائل التعليمية والترفيهية .
– استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم أجهزة الاسقاط والكمبيوتر .
- المتابعة على مجموعات الوتس اب بشكل عام وعلى مدار السنة ولا تقتصر المتابعة عند تعليق الدوام كحال المدارس العامة.
- المرافق العامة مناسبة لأعداد الطلاب ومجهزة وفي بعضها مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة .
– وجود المحفزات كالهدايا والرحلات الترفيهية .
أ . عيوب المدارس الخاصة:
التعليم مأجور .
– التكاليف المدرسية مرتفعة أجور نقل ، كتب ، وربما لباس موحد .
- حصر التعليم بالطبقة الغنية أو متوسطة الدخل وحرمان الطبقة الفقيرة والأطفال الايتام وأبناء الشهداء من الدخول لهذه المدارس وبذلك نتجه نوعا ما نحو التفرقة المجتمعية، كثرة الواجبات المنزلية وإلقاء عاتق كبير على الأهل .
– تواجد بعض المدارس على أطرف المدن وبذلك يمنع الطلاب من التوافد إليها مشياً على الأقدام .
- الأثر النفسي لدى الطلاب الفقراء والأيتام وأبناء الشهداء وحصرهم ضمن المدارس العامة وتميز أبناء الأغنياء بدرجة عنهم .
٧ - واقع المعلم في غياب الدعم:
عندما تكون المدارس مدعومة من قبل منظمة ما فإننا نشاهد الموجهين وأعضاء مديريّات التربية في زيارات متعددة لها ولكن في حال كانت متطوعة تصبح في طي النسيان حتى تصبح عاجزة على سد النقص في معظم المدارس المتطوعة فالمعلم هو إنسان لديه واجبات منزلية تجاه منزله وأسرته ، وفي نهاية اليوم يجب أن يدخل على اسرته بربطة خبز لسد جوع أطفاله والمدارس المتطوعة تقع بين نارين , نار الجهل والضياع والتسرب للأطفال وغياب الكثير و الكثير من الحاجيات الأساسية في حال الإغلاق , أما النار الثانية فهي نار الجوع والعطش ، لذلك المعلم المعطاء الذي وهب نفسه في ظروف الحرب لتعليم الأطفال مع قلة الراتب في حال توفر وإلا سيبقى هاربا من دائنيه متخبطا في تأمين قوت يومه .
هناك بعض الأسئلة التي بحاجة إلى إجابات ؟
هل أصبح التطوع مرضا ملعونا نخر عظام المعلمين؟
هل يمكننا القول بأن التعليم الخصوصي له صبغة تجارية؟
هل التعليم الخصوصي خطر على التعليم العام، أم هو حل سريع وبديل في ظروف الحرب وغياب الدعم؟
هل كثرة المدارس الخصوصية مظهر من مظاهر التخلف كما يعتبرها البعض؟
وأخيراٍ يمكننا القول:
ليس بالضرورة أن حذرنا من انتشار التعليم الخاص وكثرته بشكل ملحوظ، بأن يكون التعليم العام أو المؤسساتي فاشل .