ظلّ الأشجار وتبليل الثياب بالماء وسيلة النازحين لمواجهة الحرارة في المخيمات
مثل كل عام يأتي الصيف على سكان المخيمات السورية بأصعب الظروف ويفرض عليهم تحديات قاسية لمواجهة موجات الحر، في ظل تلف الخيام وعدم مقاومتها للحرارة وانعدام الوسائل اللازمة للتبريد وشحّ المياه الأمر الذي يزيد من معاناتهم.
وقال "أبو محمد" وهو مهجّر من ريف حماة ويقطن في أحد المخيمات العشوائية بمنطقة "أعزاز" بريف حلب الشمالي، إنّ الحرّ الذي تشهده المنطقة لا يطاق؛ فدرجات الحرارة تجاوزت في الأيام القليلة الماضية الأربعين درجة خارج الخيام، أمّا داخلها فهي أعلى من ذلك بكثير حيث تحولت الخيام إلى ما يشبه الأفران لأنّها مصنّعة من مواد بلاستيكية وتفتقر إلى عوازل حرارية، الأمر الذي يدفع بقاطنيها إلى مغادرتها والإقامة تحت ظلّ أشجار الزيتون الموجودة في المنطقة.
وأضاف أنّ "وسائل التبريد لدى نازحي المخيمات معدومة نتيجة انعدام التيار الكهربائي، لذلك فهم يحاولون مواجهة ارتفاع درجات الحرارة عبر استخدام قطع القماش المبللة بالمياه، ووضعها على أجسادهم وأجساد أطفالهم وخاصةً في أوقات الذروة ليكسبوا قليلاً من البرودة".
وأشار "أبو محمد" إلى أنّ فئةً قليلة من النازحين في المخيمات تعتمد على ألواح الطاقة الشمسية لشحن البطاريات اللازمة لتشغيل المرواح التي تعمل بمجهود 12 فولت، لكنّ ارتفاع أسعار هذه المنظومة وغياب المنظمات الإنسانية الداعمة يحرم كثيراً من النازحين من امتلاكها واستخدامها في التبريد.
ويوم أمس الخميس أشارت منظمة الدفاع المدني عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إلى أنّ درجات الحرارة التي تشهدها مناطق شمال غرب سوريا ماتزال أعلى من معدلاتها بنحو 3 إلى 6 درجات مئوية.
ومع بدء موجة الحر، دعا الدفاع المدني الأهالي إلى ضرورة اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية من أجل تفادي الكوارث المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة مثل عدم التعرض لأشعة الشمس بشكلٍ مباشر لا سيما الأطفال وكبار السن وذلك من الساعة 10 صباحاً وحتى 3 ظهراً، والإكثار من شرب السوائل وتبريد الأطفال داخل المخيمات بالمياه، وتجنب السفر بالسيّارة في وقت الظهيرة، والحذر من العقارب والأفاعي والثعابين في المخيمات والمناطق الزراعية، وعدم وضع أسطوانات الغاز تحت أشعة الشمس.
كما أوصى أيضاً بالانتباه عند تناول الأطعمة غير الطازجة لأنّها تصبح سريعة الفساد بسبب الحرارة العالية، وإخلاء السيّارات من المواد القابلة للاشتعال، ووضع علب ماء على شبابيك وشرفات المنازل وفي الأراضي الزراعية لتشرب منها الطيور والحيوانات.
وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، أصدرت منظمة "الدفاع المدني" تقريراً تحدث فيه عن حياة صعبة داخل مخيمات النازحين شمال غربي سورية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر الكهرباء وندرة المياه وارتفاع ثمنها. مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّ أكثر من 400 ألف طفل يعيشون في هذه المخيمات.
وبحسب إحصائية صادرة عن فريق "منسقو استجابة سوريا"، فإنّ شمال غربي سوريا يحوي حالياً نحو 1489 مخيماً يقطنها أكثر من مليون ونصف المليون شخص غالبيتهم من النساء والأطفال.