من البذرة حتى الرغيف.. مشروعٌ يحوّل الإنسان إلى منتج؛ ليأكل مّما يزرع
في بلد يُعاني من أزمة متواصلة منذ عشر سنوات، وأوضاع معيشية صعبة بالداخل السوري، خاصّة في إنتاج القمح، وتوفير الخبز، والذي يُعدّ قوت الناس الأساسي، ويُسهم في تعزيز الأمن الغذائي، ولسدّ هذه الثغرة؛ عملت وطن على مجموع من النقاشات المركّزة أجرته مع مزارعي القمح في المناطق المُستهدفة في(١٥) قرية وتجمّعاً في ناحية محبل ومنطقة أريحا، تمّ من خلاله تحديد المشاكل والمعوّقات التي يُعاني منها مزارعو القمح، كما تمّ تحديد الثغرات التي يجب ملؤها والتعامل معها على طول سلسلة الإنتاج لمحصول القمح، بالإضافة إلى تحديد نقاط القوة والضعف لهذا القطاع الحيوي الهام، وسبل تقويته كأحد أهمّ مكوّنات الأمن الغذائي في المناطق المحررة.
وبناء عليه قامت وطن بالتعاون مع منظمة SCHF/OCHA/ بتصميم مشروع للتدخل يهدف إلى:
النهوض بهذا القطاع، ودعم المزارعين من خلال تبنّي وتنفيذ سلسلة من النشاطات والتدخلات المبنية على دعم القيمة المضافة وهي:
١-تعزيز تسويق منتجات القمح من خلال شراء الإنتاج بسعر تشجيعي من المزارعين.
٢-غربلة قسم من القمح المُشترى، وتعقيمه وتجهيزه كبذار للموسم القادم، ليتمّ توزيعه على المزارعين المستفيدين.
٣-توريد القسم المُتبقّي إلى مطحنة وطن، والحصول على الدقيق اللازم لتشغيل فرن المنظومة، ثمّ البدء بإنتاج الخبز الطازج، وتوزيعه مجاناً على الأُسر المستفيدة.
٤-توزيع الأعلاف (نخالة القمح والقش) على مربّي الثروة الحيوانية في المنطقة.
٥-دعم مزارعي القمح بمستلزمات الإنتاج متضمّنة الأسمدة ومواد الوقاية، مع تكاليف الحصاد.
٦-زيادة فرص العمل من خلال منهجية النقد مقابل العمل، وذلك من خلال تشكيل ورشات متخصّصة بإطفاء الحرائق ومكافحة الآفات.
٧-تأسيس مدارس مزارعين متخصّصة بمحصول القمح.
يُذكر أنهّ منذ انطلاقة المشروع وحتى تاريخ اليوم قد تمّ شراء(٤٢٠) طناً من القمح المخصّص لإنتاج الخبز، و(٢٨٠) طناً من القمح المخصّص للبذار من(٣٠٠) مزارع.
كما تمّ تسجيل أسماء المستفيدين من دعم الأعلاف من مربّي الثروة الحيوانية-ُوُزّعت عليهم بداية شهر حزيران الماضي- والبالغ عددهم(٢٠٤٢) مستفيداً، كما تمّ دعم(١٤٠٠) مزارعٍ بقسيمة الحصاد.
أمّا على مستوى التّدخل المباشر فقد قامت وطن منذ بداية التنفيذ وحتى الوقت الحالي بالتالي:
-توزيع مدخلات بذار قمح ل(٣٠٠) مستفيد من مزارعي القمح.
-توزيع مدخلات من أسمدة ومواد مكافحه لآفات القمح ل(١٤٠٠) مزارع عبر نظام القسائم.
-إجراء(٣٠) جلسة تدريبية في المدارس الحقلية لدعم مزراعي الحقليين.
-توزيع الخبز المجاني في مخيّمات “معرة مصرين” و “سرمين” من مخبز وطن يومياً و بشكل مباشر لأكثر من(٢٣٠٠)عائلة في اليوم الواحد، حيث تمّ التوزيع لمدّة أربعة أشهر متتالية.
دعم(١٤٠٠) مزارع بنشاط حصاد الأراضي ل(١٤٠٠) مزارع قمح.
إنشاء(١٤) فريقاً لمكافحة الحرائق أثناء الحصاد، كلّ فريق مكوّن من عشرة عمّال مجهّزين بأدوات المكافحة، بالإضافة إلى صهريج ماء.
ويُتوقّع أن يُسهم المشروع في:
تعزيز جوانب القيمة المضافة لزراعة القمح، والتّوسع بزراعته مستقبلاً، وبالتالي تعزيز جوانب الأمن الغذائي الذي يشكّل الخبز دعامة أساسية لها، بالإضافة إلى الحفاظ على مستويات الإنتاج للمزارع، وزيادتها من خلال دعمه بالبذار الموثوق المعقّم وبمستلزمات الإنتاج، وبالتالي تخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة المردودية، ممّا ينعكس إيجاباً على سُبل العيش، ومن جهة أُخرى تطوير قطّاع تربية الثروة الحيوانية، مع زيادة الكفاءة الاقتصادية له من خلال: دعم توزيع الأعلاف.
ومن خلال: تبنّي نهج مدارس المزارعين الحقلية، ممّا سينعكس إيجاباً لزيادة المعرفة لدى المزارعين، وتعزيز جوانب الخبرة لديهم.