أمراض مزمنة تضيف حملاً ثقيلاً على كاهل الآباء السوريون (حصري)
ريم زيدان
قصص ألم ابتدأت يوم قرعت الحرب طبولها في سوريا، لا نهاية لها..
هنا سوريا حيث لا نهاية للقصص، ومع فجر كل يوم جديد، تولد معاناة جديدة، وإن الناظر في الشأن السوري اليوم يعلم يقيناً أن السلاح الوحيد المتبقي في أيدي السوريين المهجرين هو الصبر، ولا شيء سواه.
الأمراض المزمنة أثناء الحروب هي أحد الزوايا المهمة جداً والتي قلما تعار السمع أو النظر، وذلك لكثرة صخب الحرب ومشاكلها وهمومها وكوارثها، فتضفي عبئاً فوق الأعباء، وتقف مثل الشبح يطرق باب صاحبه في كل يوم وكل حين، حيث لا أدوية متوفرة ولا مال يكفي لشرائها بأثمانها الباهظة .
بداية استوقفتنا قصة العم مصطفى العلي من قرية بابولين والذي يعاني أبناؤه من مرض مزمن نادر جدا يرافق المريض طيلة حياته، وهو " الفقاع الجلدي " الذي يظهر على شكل تقرحات تحتاج إلى علاج ومتابعة دقيقة جدا،
يقول ابنه محمد ، ابن الثلاثة عشر ربيعاً والذي يعاني من هشاشة جلده بشكل مفرط إلى الحد الذي ممكن أن يتمزق بين اليدين في أية لحظة حين الإمساك به:" أنا لا ألعب أبداً مع أصدقائي، أخاف أن يصيبني أحدهم على جسمي فيتمزق.."
نقف أيضاً مع قصة العم أحمد قولي من قرية صلوة وهو أب لعشرة أولاد وقد فقد منهم خمسة وبقي خمسة آخرون، إلا أن اثنان منهم مصابان بمرض قصور الكلى الحاد، وقد توفيت له طفلة من قبلهما بنفس المرض.
يعاني العم أحمد بشكل يومي من غسيل الكلى لطفليه جابر وابتسام ولكن الحال وبحسب وصفه أصبح " نوعاً ما" أفضل من ذي قبل حيث يروي لنا قصة طويلة لرحلته مع غسيل الكلى أيام القصف تحت نيران الطيران، حيث يقول:" ذهابنا اليومي إلى المشفى أصبح مرعباً بعد قصف الطيران إحدى المرات للمشفى الذي كنا فيه .."
وهكذا نرى أن أحد المرّين كان أفضل لدى العم أحمد بحيث كان النزوح والتهجير وزيارة المشافي يومياً أخف عليه من زيارتها تحت نيران الطيران..
الحديث يطول عن معاناة متواصلة لا انقطاع لها
يشهدها الآباء السوريون كل يوم وكل لحظة وسط صمت عالمي لمأساة لن يكررها الزمن.