جمع النباتات والأعشاب البرية.. مصدر دخل لنساء في إدلب
تقول نازحات ونساء في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، إنهن ينتهزن فصل الربيع لجمع الأعشاب والنباتات البرية، بغرض بيعها وطبخها في محاولة منهن لتوفير الحد الأدنى من المصروف اليومي لعائلاتهن.
وتنمو بعض الأعشاب والنباتات مثل الخبيزة والبابونج والزعتر البري والنعناع البري وإكليل الجبل وغيرها بشكل طبيعي في أواخر فصل الشتاء، إذ تعتاد نساء على قصد الجبال والغابات لجمعها.
وصباح كل يوم، تتجه علية الحمادي (35عاماً) وهي نازحة من ريف مدينة معرة النعمان الشرقي، جنوبي إدلب إلى مخيم على أطراف مدينة حارم غربي إدلب، نحو الغابات والجبال القريبة من مكان سكنها لجمع الأعشاب الطبية.
وتجمع النازحة نبات الختمية والمليسة وشقائق النعمان وإكليل الجبل، لكن أكثر الأعشاب طلباً هو البابونج والزعتر البري بجميع أنواعه، بحسب قولها.
وتبيع “الحمادي” بعض الأنواع وهي خضراء طازجة، فيما تقوم بتجفيف أنواع أخرى حتى “يزداد سعرها والطلب عليها.”
وتواجه نساء في عملهن العديد من الصعوبات تتلخص بوعورة الطرقات الجبلية والوقوف طوال النهار والمشي لمسافات بعيدة، إلى جانب التعرض لاستغلال بعض التجار من خلال شراء ما يقمن بجمعه بأسعار “رخيصة”.
ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الخبيزة 2.500 ليرة، فيما يصل سعر الكيلوغرام من الزعتر والبابونج إلى خمسة آلاف ليرة سورية.
وتخرج حنان الحمود (40 عاماً) وهي من سكان بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، مع بناتها وجاراتها بشكل شبه يومي للبحث عن نبات الخبيزة.
وتخصص المرأة الأربعينية قسماً مما تجمعه لإعداد الطعام لأولادها السبعة، “ولا يكلفنا ذلك مبالغ مالية، فالأمر لا يتطلب سوى جولة في الأراضي الزراعية.”
وأشارت إلى أنها تعجز، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، عن تأمين أبسط مستلزمات المعيشة، “لذلك نجد في فصل الربيع فرصة لقطاف الخبيزة لسد جوع أولادنا.”
فيما يدفع تردي الوضع المعيشي وقلة فرص العمل “الحمود” لبيع قسم من النباتات لأصحاب محلات بيع الخضار في المنطقة.
وأضافت: “لكن الموسم قصير جداً، لا يتجاوز الشهرين فقط، فالحشائش يصيبها اليبس مع نهاية فصل الربيع.”
ويعد نبات الخبيزة أو ما يعرف محلياً بـ “الحويش” والذي ينمو في الجبال والأراضي، وفقاً لنساء “طبقاً شعبياً وصحياً وسهل التحضير، حيث يرغب به الكثير من السكان وخاصة كبار السن.”
ويقوم أحمد النجم (45 عاماً)، وهو أحد تجار الأعشاب والزهور الطبية في مدينة إدلب بشراء الأعشاب والنباتات والزهور الطبيعية من النساء، ليقوم بتنظيفها وتجفيفها، وبيعها لتجار وأصحاب عيادات طب الأعشاب.
وقال “النجم” إن أغلب السكان يقومون بجمع الزهور الطبيعية وتجفيفها وتخزينها في منازلهم للتداوي بها ، حيث أنهم يجدون فيها طريقة أفضل من التداوي بالأدوية والعقاقير الطبية غالية الثمن