قداسة المعلم قبل كل شيء
فراس جمعة
ما يجرى اليوم بحق التعليم في الشمال السوري جريمة صامته ، مئاتُ من المدارس المدمرة ، وأخرى مثلها غير مكفولة وآلاف من المعلمين المتطوعين المهمشين المنسيين، ومخيمات وقرى متخمة بالطلاب المتسربين .
ماذا فعل الشمال السوري بورثة الأنبياء
وبناة الانفس والعقول ؟! ...فهم من يبني الوطن و لبناته على جهودهم وبهم تنهض الأمم وتزدهر وتتقدم فهم شموع تحترق لتنير دروب الاخرين عطاء وأملا، يغرسون قيم الحق والعدل والإنسانية، وعلى أيديهم تتخرج جميع فئات الشعب من رئيس وطبيب وحقوقي وسياسي ومهندس وضابط..
لا يخفى على أحد فينا كيف تعمل المنظمات في مجال الحماية والدعم النفسي أثناء الحروب والأزمات من أجل تخفيف المعاناة الجسدية والعاطفية وتعزيز الصلابة النفسية لتقبل الواقع قدر الإمكان والتعايش معه.
ولكن هل فكر أحد في تخليص المعلم من الآثار النفسية التي أصابته وهو بلا راتب و بلا مأوى و بلا أدنى مقومات الحياة الذي غدا حلمه إطعام أسرته الجائعة وكيف سيتهرب من أقاربه وأصدقائه وأصحاب المحلات التجارية لكيلا يعطي لهم وعودا مطاطية جديدة لسداد ديونهم، يا ولاة أمورنا يا من تنامون بالعسل هذا الأثر أقوى من القصف والاعتقال والتشرد والخذلان سيدوم لسنوات طويلة حتى ولو اجتمعت على تخفيفه جميع المنظمات العاملة في مجال الحماية والدعم النفسي.
كيف لذلك المعلم بروحه المنكسرة ودافعيته المنخفضة أن تكون مخرجاته كبيرة، هل يستطيع الوقوف وشرح درس رغيف الخبز وأهميته وكيف السبيل الى تأمينه بكل ثقة أمام طلابه ؟ أترك الجواب لكم .
ماذا يجب على المنظمات العاملة في قطاع التعليم ؟
يجب أن تتوحد في المعايير وأهما الرواتب واللوجستيات المطلوبة والمصاريف التشغيلية، فهي أشياء رئيسة مشتركة لنجاح العملية التعليمية في أي مدرسة كانت، فقد أصبحت بعض المدارس الرسمية نموذجية وبعض المدارس الأخرى لا يوجد فيها سبورات ، وأن تسعى هذه المنظمات إلى طرح مشاريع التعليم مع الداعمين كمشاريع ذات استراتيجية مُستدامة، ليس كمشاريع قصيرة الأجل