معلم بلا راتب .. أُسرة جائعة .
محمد العمر
تستمر معاناة المعلمين في المدارس الواقعة في المناطق المحررة، وخاصة في إدلب وريفها، بعد أن أضحى صوت جوع عائلاتهم أعلى من صوت ضمير المهنة وسجلات ديونهم لم تعرف السداد منذ عامين.
في مطلع العام الماضي، استفاق مدرسو المناطق المحررة على بيان توقف الدعم المالي والمنح النقدية لمدرسي الحلقة الثانية من طلبة المرحلة الإعدادية والثانوية دون توضيح للأسباب، لكن المدرسين آثروا دفع مخاطر الانقطاع عن التدريس خوفاً على مستقبل الطلبة، وأملاً في حلحلة مشكلة الدعم المادي لكنها رافقتهم حتى العام الحالي.
وهنا كانت الطامة الكبرى إذ لا يمكن لأي مدرس رؤية أطفاله جائعين..في ظل واقع فُرض بالقوة الحاسمة ، إذ لا عمل ولا وظائف ليستمر في رحلة تعليمه بدون أي مردود مالي يذكر ليضطر للجوء للبحث عن عمل بديل في منظمة دولية فرواتبها تساعد في سد الخلل ،و بهذا نكون قد وقعنا في مشكلات أكبر .
فالمعيشة الصعبة والحياة القاسية التي اضطرت المدرس للتخلي عن مهنته النبيلة والالتفات للقمة عيشه وعيش أسرته .
رغم ذلك ورغم كل هذه العقبات آثر المدرسون في المناطق المحررة استمرارهم في متابعة مسيرتهم النبيلة على كل ما يجري لهم وكل ما عاشوه ويعيشونه من ويلات لعدم توقف المسيرة التعليمة ومحاولة منهم لتفادي تهاوي هذا المجتمع العظيم المظلوم ،
والمشكلة الثانية توقف التعليم ، وهنا بيت القصيد ،
مدارس بلا معلمين ولا تلاميذ وجيل بلا تعليم !
ويذكر أن الرواتب كانت تدفع شهرياً وبانتظام من قبل المنظمات الداعمة، لكنها توقفت مع بداية العام الماضي، إذ أبلغت حينها مديرية التربية أن العمل بات تطوعياً ويجري العمل على إيجاد بديل .
لكن السؤال هل تم اعتماد سياسة ممنهجة قائمة على إبقاء جيل الشباب دون تعليم ؟ تمهيداً للسيطرة لاحقاً على المناطق المحررة من قبل الأطراف الساعية إلى ذلك .